«كريم» يوثق حياة والدته بالصور.. «زراعة وجاموسة وتنظيف»
والدة «كريم» تحمل إحدى اللوحات
لم تسعها الفرحة وهى تمسك فى يدها إطاراً خشبياً، يحمل صورة لها بينما تحلب جاموسة داخل منزلها، وخلف تلك الصورة حكاية لابنها، الذى أخبرته ذات مرة رغبتها فى توثيق أعمالها اليومية، من خلال صور بالكاميرا الجديدة التى اشتراها لنفسه، ورغم شهور «كريم» القليلة فى التصوير، فإن لقطات والدته تلك حظيت بآلاف التفاعلات، وأكسبته القليل من الشهرة.
حين أنهى كريم عصام دراسة التجارة بجامعة بنها، مارس عدة أعمال، منها المحاسبة لمدة عامين، ثم عمل فى الكهرباء والمحارة وأعمال البناء، ومؤخراً يعمل فى مطعم بالقاهرة، ويعود إلى قريته بمركز الباجور فى محافظة المنوفية كل فترة: «الشهادة مش بتأكل عيش، فاتجهت لشغلانات تانية»، يحكى الشاب الذى كان يجمع مالاً لشراء ذهب خطوبته، لكن أسرة الفتاة بالغت فى مطالبها: «اشتريت بتمن الدهب كاميرا، وما كُنتش بافهم أى حاجة فيها، وبقيت جنب شغلى أتفرج على شغل مصورين، وأشوف الفعاليات اللى بيعملوها وأجرب».
الأم: «عشان عيال عيالى يعرفوا قد إيه تعبت»
ساعات العمل الطويلة يعقبها نوم مبكر واستيقاظ فى ساعات مبكرة، يستغلها «كريم» فى التصوير، ثم يعرض ما صوَّره على بعض العاملين فى ذلك المجال: «أول مرة رُحت البيت بعد ما اشتريت الكاميرا، أمى فرحت جداً وقالت لى طالما جبت كاميرا حقق لى حلمى».
كانت أمنية «زينب» أن يكون لها عدد من الصور، بينما تقوم بأعمال المنزل المعتادة، سواء حرث الأرض، أو حلب الجاموسة، أو إعداد السمن والجبن، أو تنظيف البيت، أو الاهتمام بالطيور التى تربيها: «عشان يبقى عيالى وعيال عيالى فاكرينى بصور حلوة، وقد إيه تعبت فى تربيتهم، ووالله العظيم ده حلمى»، تحكى الأم الحاصلة على دبلوم تجارة: «أنا فلاحة وهاعيش طول عمرى فلاحة وعمرى ما اتصورت غير صور المدرسة».