ودع عشرات المصريين والأجانب بقرية البعيرات بمدينة القرنة الأثرية غرب الأقصر، مساء أمس الأول، الفرنسية كاترين أنطوان (80 سنة)، إلى مثواها الأخير، حيث جرت مراسم جنازة شعبية ورسمية لها بمقابر دير المحارب، بناء على وصيتها بدفن جثمانها بالأقصر بالقرب من مقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.
وتركت كاترين فرنسا منذ حوالي 30 عاما، بعد أن عشقت الأقصر وقررت العيش والموت والدفن بها، وعاشت بالفعل حياة سعيدة هناك، وأقامت علاقات اجتماعية قوية مع أهل الأقصر، لدرجة أن شيع جنازتها الكثير من الأشخاص بجانب مسؤولين بالدولة ورجال دين من الكنيسة.
وصية كاترين أنطوان بدفنها فى الأقصر ورفض إعادة جثمانها للدفن فى موطنها واقعة متكررة، ويوصى الكثير من الأجانب المقيمين فى مصر بدفن جثامينهم بها.
خلال العام الجاري، أوصت السائحة الإنجليزية جين كاشتار، التي تقيم بالأقصر منذ 2003، أصدقائها بدفنها في المدينة التي عشقتها ودفن بها ملوك وملكات ونبلاء أعظم حضارة فى التاريخ عندما تموت.
وحكاية عشق كاشتار لمصر بدأت منذ نهاية القرن الماضي، خلال زيارتها الأولى لمصر، فعقب عودتها لإنجلترا درست علم المصريات فى جامعة مانشستر، وصار لديها حلم تسعى لتحقيقه وهو العودة إلى الأقصر، ليس كسائحة، بل مقيمة للأبد.
وخلال حياتها بالأقصر اهتمت بقضايا واحتياجات ذوى الاحتياجات الخاصة، كونها واحدة منهم، وتبنت مبادرات لتمهيد وإنشاء مسارات لذوى الاحتياجات الخاصة داخل المناطق الأثرية، وهو ما تحقق مؤخراً فى معبد الكرنك.
وسبقت جين وكاترين لعشق مصر الروسية السائحة الروسية إيفا كلاشوف، إذ أوصت بدفنها بمصر، وتحديدا بالغردقة، بعدما أعجبت بها وبأخلاق وتصرفات المصريين معها.
وبعد مكوثها بـ5 سنوات أصيبت بسرطان فى الثدى، وماتت متأثرة به، وبالفعل تحققت وصيتها وضمها تراب مصر فى الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر.
تعليقات الفيسبوك