نشطت فى مصر المحروسة مؤخراً ظاهرة عقد عدد كبير من المؤتمرات الدولية والإقليمية العامة والمتخصصة فى مختلف القطاعات.. وأصبحنا لا نجد وقتاً لنلتقط الأنفاس بين المؤتمر وما يليه.. ونرى وفوداً من دول العالم والمحيط الإقليمى وخبراء وتوصيات هامة.. وتتعالى التساؤلات من المواطنين عن ناتج هذه المؤتمرات وفوائدها على الدولة والمجتمع.. ونقول إن المؤتمرات وحلقات النقاش والندوات هى آليات هامة من أدوات العلاقات العامة للدولة أو المؤسسة أو الشركة، وجميعها تسعى إلى تقديم المعلومات والحقائق للجمهور المستهدف أولاً وللجمهور العام فى مصر وخارجها ثانياً، وتحافظ على الصورة الإعلامية وتنمى حالة المتابعة لدى المهتمين.. وقياس أهمية المؤتمر تقاس بالهدف منه والجهة الداعية والمشاركين فيه والناتج عنه وقراراته ومدى اهتمام وسائل الإعلام به ومستوى التنظيم.. وقياس الناتج ارتباطاً بحجم الإنفاق على المؤتمر يخضع لقياسات خاصة تقيّم المردود المادى القابل للقياس والمردود المعنوى التراكمى الذى يتجذر وينمو على المدى القريب والمتوسط والبعيد.. ويقوم بهذا التقييم شركات إعلامية متخصصة وخبراء يستخدمون قياسات متعددة لمعرفة الآثار وكيفية البناء عليها وتعظيم الاستفادة من الأثر وعلاج السلبيات.
وبصفة عامة نؤيد هذه التظاهرات المستمرة للمؤتمرات فى المحروسة ونرى العديد من الإيجابيات التى تعود على المجتمع، وأولها معرفة المواطن بما يجرى حوله والمشاركة بالمتابعة للأحداث، فضلاً عن النجاح الواضح لنمو قدرات منظمى المؤتمرات من خريجى كليات الإعلام، الذين أثبتوا كفاءة عالية يشيد بها الدوليون والمحليون.
والأسئلة للجهات المنظمة للمؤتمرات الناجحة.. لماذا لا نضع برنامجاً زمنياً مريحاً يتيح فترة زمنية بين المؤتمرات الدولية لنجاح الإعلام القبلى والبعدى للمؤتمر ونتائجه؟؟ والمؤتمرات السنوية فى ذات المجال، هل قامت جهة أو أساتذة إعلام بقياس الأثر بعد كل مؤتمر لتعظيم الاستفادة فى ما بعده؟؟ أم أننا ننهى المؤتمر على أكمل وجه ثم ننصرف بلا تقييم للمردود والتوقعات وأساليب البناء على ما تحقق.. وهل العائد يتناسب مع حجم الإنفاق الضخم على المؤتمرات؟؟
ندعو الله بنجاح المؤتمرات وننتظر الإجابات من المنظمين لها.. والله غالب.