المخرج النرويجى: جسدت معاناة اللاجئين الفلسطينيين فى «البرج».. وترجمناه إلى 4 لغات
مشهد من فيلم «البرج» جرود
«جواز سفرى يقول إننى لاجئة لكننى أعلم من أين جئت.. فلسطين بلدى»، كلمات بطلة الفيلم النرويجى «البرج» للمخرج ماتس جرود، المشارك فى «المسابقة الرسمية» ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والذى يلقى الضوء على الصراعات النفسية داخل المخيمات الفلسطينية، فى عمل مدته 80 دقيقة يعرض فى صورة رسوم متحركة توضح الهدف لجميع الفئات العمرية.
ويبدأ «جرود» حكايته من «وردى» فتاة فلسطينية تعيش فى برج البراجنة ببيروت، أحد أكبر مخيمات اللاجئين فى لبنان، وعبرها ينقل صورة حقيقية لوضع اللاجئين الفلسطينيين هناك، وحكايات والدتها خلال فترة الثمانينات عندما كانت تعمل ممرضة، إضافة إلى زيارتها للقدس وغزة.
«جسدت معاناة شعب يعيش داخل برج البراجنة ببيروت، وهو من أكبر مخيمات اللاجئين، وفيه يتعرضون للظلم، وسط فقدان الأمل بالرجوع إلى أراضيهم»، تعليق المخرج على قصة أول أفلامه الروائية الطويلة، موضحاً: «العمل على الفيلم استمر نحو 8 سنوات، فالموضوع تطلب منى وقتاً طويلاً فى التحضيرات الأولى، وتجميع المعلومات اللازمة لتنفيذها، خاصة أنه ضخم وتكلفته كبيرة، وبحثنا فى النرويج والسويد والبلاد التابعة للاتحاد الأوروبى لفترة كبيرة عن قصص حقيقية لعرضها».
«جرود»: التنفيذ استغرق 8 سنوات.. والميزانية 1.8 مليون دولار
وأضاف «جرود»، لـ«الوطن»: «أردت أن تكون القصة قريبة إلى الحقيقة، لذا أخذت وقتاً فى السفر إلى لبنان والتعامل مع فلسطينيين، لأحدد حجم المأساة التى حدثت بعد نكبة 1948، رغبة فى عرض القصة بكل دقة وأصالة للجمهور»، موضحاً أن الفيلم لا يسلط الضوء على الفلسطينيين فقط، معتبراً أنه «يدعو إلى الأمل بشكل كبير»، وذكر: «عندما عرضت الفيلم فى النرويج وشاهده مجموعة من الأطفال السوريين والأكراد تحمسوا له، لأن العمل نقل معاناتهم وأحزانهم».
وأشار المخرج إلى ترجمة الفيلم لـ4 لغات: الإنجليزية والفرنسية والنرويجية والعربية، موضحاً: «عرضته لأول مرة فى يونيو الماضى بأكبر مهرجان للرسوم المتحركة فى رام الله، وسوف يعرض فى مراكش بالمغرب بعد أسبوعين، ثم نعرضه فى عمان والسويد، أما العرض الأول فى النرويج بدور العرض من المقرر الخميس المقبل، لإتاحته لأكبر عدد من الجمهور».
وأعرب المخرج عن سعادته برد فعل جمهور مهرجان القاهرة بعد عرضه ضمن «المسابقة الرسمية»، قائلاً: «لم أتوقع رد فعل الطلاب والأساتذة الكبار والنقاد، وسعيد بعرضه هنا فى أحد أهم المهرجانات العالمية، إذ يسهل علىّ الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين العرب، لذا حرصت على المزج بين العربية والإنجليزية خلال الأحداث، لأن الفلسطينيين يمزجون بين اللغتين».
عن صعوبة تصوير مشهد البعوضة التى التهمت وجه الفلسطينى بعد وفاته، قال: «المشهد يوضح مدى انتهاك حقوق الشعب الفلسطينى، وتعمدت إبراز صوت السحلية والانفجارات فى الخلفية حتى يشعر المشاهد بالاشمئزاز والخوف»، مشيراً إلى عدم تدخل الرقابة بحذف مشاهد، مضيفاً: «لا توجد لدى مشكلة مع الرقابة، وأيضاً حاولت أن أكون رقيباً على ذاتى»، كاشفاً عن وجود ألفاظ خارجة فى النسخة الأولى من الفيلم، موضحاً حذفها كونها غير مناسبة للأطفال، ومحاولة منه إتاحة العمل بشكل يناسب كل الفئات العمرية.
وحكى «جرود» تفاصيل إنتاج الفيلم، موضحاً أن ميزانيته بلغت 1.8 مليون دولار، مضيفاً: «حصلت على جزء من الدولة، وتنازلت عن جزء من راتبى فى محاولة لخروج العمل إلى النور»، مشدداً على أن الفيلم حقيقى ورسالته واضحة، مدللاً على ذلك باستعانته بصور حقيقية «فوالدتى كانت تعمل ممرضة فى المعسكرات بلبنان، والتقطت صوراً كثيرة استعنت بها فى الفيلم، كما استعنت بصور أخرى صورها بعض أصدقائى فى المخيمات».