منتصف الأربعينات من القرن الماضى أنتجت شركة الأفلام المصرية فيلماً بعنوان «فلتحيا الستات»، أخرجه المصرى اليهودى الموهوب «توجو مزراحى»، ومثل فيه كوكبة من فنانى هذا الوقت، مثل: أنور وجدى ومحسن سرحان وميمى شكيب.. الفيلم يحكى عن ثلاثة شبان يقاطعون خطيباتهم إثر خلاف بينهم وبينهن، وذلك فى محاولة للحياة بدون نساء ويظنون أنهم بذلك يستطيعون أن يعيشوا حياة كلها حرية ومتعة.
وبعيداً عن عالم السينما ففى الواقع ستفشل كل محاولات الحياة دون سيدات.. ومنذ أيام أعلنت محطة «بى بى سى» البريطانية عن قائمة لمائة امرأة لعام 2018 من الأكثر تأثيراً وإلهاماً حول العالم.. تتراوح سن النساء بالقائمة بين 15 و94 عاماً، منهن زعيمات ورائدات وبطلات من الحياة اليومية.
من نيجيريا حيث حركة «بوكو حرام» الإرهابية وحفلات شواء أجساد المسيحيين فى الكنائس نجد ثلاث نيجيريات فى قائمة السيدات المائة، وهن: «أبيسوى أجايى»، 33 عاماً، وهى رائدة أعمال فى مجال التأثير الاجتماعى وأسست جماعة غير حكومية تهتم بتعليم الفتيات الكتابة وتصميم المواقع الإلكترونية.. و«بولا تينوبو»، 51 عاماً، وهى محامية تجارية أسست أول خط هاتفى مجانى لمساعدة الأطفال فى نيجيريا.. و«أمينة محمد»، 57 عاماً، وهى وزيرة سابقة للبيئة فى الحكومة النيجيرية وحالياً هى نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، وقد تشرفت بلقائها منذ بضعة أشهر فى مدينة نيويورك الأمريكية، وهى شخصية متميزة قد تكون يوماً ما أميناً عاماً لمنظمتها الدولية، خاصة أنها كانت مستشاراً خاصاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل «بان كى مون».
ومن رحم معاناة الشعوب تولد قصص نجاح كبيرة، ولذلك فإن اتجهنا شرقاً سنجد أن سوريا والعراق واليمن ممثلة فى القائمة، فالفنانة السورية «ديما نشاوى»، 38 عاماً، فنانة وقاصة مهتمة بجمع القصص الشعبية السورية وسردها لإعادة إحيائها والحفاظ عليها من الاندثار.. ومن العراق، نجد «ينار محمد»، 58 عاماً، وهى رئيسة منظمة حرية المرأة فى العراق، وهى تدير شبكة من الملاجئ المخصصة لإيواء الناجين من العنف والاعتداءات بالعراق، وقد ساعدت بالفعل قرابة الألف امرأة.. ومن اليمن لدينا «بشرى المتوكل»، 49 عاماً، وهى فنانة، ومصورة فوتوغرافية نُشرت صورها فى العديد من المطبوعات العالمية وتعرض أعمالها فى المتحف البريطانى.
وشرقاً أكثر لدينا الإيرانية «شاباراك شاجاريزاده»، 43 عاماً، التى أزالت علناً الحجاب الذى كانت ترتديه تعبيراً عن معارضتها للحجاب الإجبارى فى إيران، وهى تعيش الآن فى المنفى بعد أن صدر بحقها حكم بالسجن لمدة 20 عاماً.. وشرقاً أكثر نجد الناشطة الأفغانية «صفية وزير»، 27 عاماً، التى لجأت إلى أمريكا فى سن السادسة عشرة وأصبحت الآن أول لاجئ من أفغانستان يُنتخب ممثلاً عن ولاية نيو همبشاير الأمريكية فى الانتخابات النصفية لهذا العام.
القائمة تطول وبها العديد من القصص الملهمة، وكنا نتمنى تمثيلاً قوياً لمصر مع آلاف القصص الناجحة والبطولية لسيدات عظيمات خصوصاً أنه، وتبعاً لبعض التقديرات، 40% من الأسر المصرية تعولها امرأة.. فلتحيا الستات.