نكاح البهائم وزواج الأجنة وأكل الكلاب.. فتاوى الشذوذ تحت جلباب الأزهر
صورة أرشيفية
أثارت فتاوى عدة لعلماء أزهريين، ما بين أعضاء سابقين بلجنة الفتوى بالأزهر، أو أساتذة بكلية الشريعة، استياءً وغضباً جماهيرياً حاول معه مسئولو المشيخة احتواء الأزمة عبر التحويل للتحقيق أو نفى علاقة بعض هؤلاء بالأزهر، فقط لكونهم «على المعاش».
وبدأت أخطاء وشذوذات الأزهريين فى الفتوى خلال العام الحالى بعد حديث الدكتور صبرى عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، عن أنه يجوز للرجل ممارسة الجنس مع زوجته بعد وفاتها، وإعلان الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، أن الفقهاء أجازوا للرجال معاشرة البهائم، لافتة إلى أن استخدام الأدوات الجنسية لقضاء الشهوة تبيحه الشريعة الإسلامية.
غرائب الأزهريين لم تنتهِ، حيث أفتى سعيد نعمان، عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر، بجواز تزويج البنت فى بطن أمها، وكان آخر غرائبهم ما أفتى به الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، من أنه يجوز أكل القطط والكلاب.
وأضاف «الأطرش» أن «هناك قاعدة فقهية عند الإمام مالك ليس ما عندى يُعاب أكل الكلاب أو القطط، إذن يكون أكل الكلاب أو القطط حلالاً»، و«لا تحريم إلا بنص ولم يرد نص فى ذلك».
وقال الدكتور عبدالله النجار، أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة الأزهر: «مثل هذه الفتاوى مما عمت به البلوى فى عصرنا الحديث، فالشرع والأزهر براء من الباحثين عن الشهرة عبر الغرائب، فنتعلم فى الفقه منذ نعومة أظفارنا ما يقال للناس وما لا يقال، وبحث البعض فى كتب الفقه وانتقاء الآراء الشاذة يعيبه هو ولا يعيب الأزهر، فكل المؤسسات بها الباحثون عن فرص للشهرة لا أكثر».
«النجار»: الشرع والأزهر براء من الباحثين عن الشهرة.. و«هندى»: نطالب «الطيب» بإبعاد الإخوان والسلفيين أولاً.. و«أبوحامد»: نحتاج فتاوى للأحياء.. والباحثون فى حواشى الكتب يقتلون أنفسهم ومجتمعاتهم
وأضاف «النجار»: «الفتوى أمر متغير بحسب الزمان والمكان، وما كان قديماً فهو لعصره ومِصره الذى قيل فيه، أما الآن فنحن فى عصر ومِصر مختلفين ويجب إعادة النظر فيما نفتى به الناس، وهذا جوهر التجديد الدينى، وأتعجب، ففى الوقت الذى يطالب فيه الرئيس السيسى بالعالم الموسوعى الذى يطلع على كل المجالات قبل الفتوى، نجد من يبحث فى بطون الكتب عن الشذوذات ليخرجها للناس على أنها دين، وعلى الإعلام أن يمنع ظهور أى باحث عن شهرة عبر عرض الشاذ من الأمور».
وقال النائب محمد أبوحامد: «الأزهر يعيش أسوأ مراحله، وهناك تخبط وانهيار للشعور بالواقع، وللأسف فإن قانون الأزهر لا يلزم قيادات المؤسسة بدور وأعمال واضحة، على رأسها نشر التسامح وتجديد الخطاب الدينى، ويجعلهم فى حِل من أى مسئولية ومن الحساب».
وأضاف: «طرحت قانوناً جديداً للأزهر لإنهاء حالة الهبوط الحاد فى مستوى المفتين والدعاة، فالاستمرار بهذا الشكل لا يعنى سوى مزيد من الانهيار، نحتاج إلى فتاوى للأحياء، بينما الباحثون فى حواشى الكتب يقتلون أنفسهم ومجتمعاتهم».
وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة إصلاح الأزهر: «يجب مطالبة شيخ الأزهر بإبعاد المنتمين للإخوان والسلفيين أولاً، قبل المطالبة بتجديد الخطاب الدينى، كذلك تغيير المناهج بصورة تتضح معها معالم المنهج الأزهرى الخالص، والفراغ من تفنيد الفكر المتطرف حتى ننتقل سريعاً إلى إعادة تثبيت أركان وأعمدة قيم الإنسان المصرى وشخصيته، وإبعاد كل قيادى فى أى هيئة من مؤسسة الأزهر العريقة إذا تورط فى محسوبية أو فساد».
وأكد الدكتور عباس شومان، أمين هيئة كبار العلماء، أن أكل لحم القطط والكلاب حرام، والإفتاء بغير ذلك «فتنة»، مضيفاً، فى بيان: «البعض يريد فتح أبواب الجدل.. فى المقابل يوجد رأى جمهور الفقهاء القائل بتحريم أكل القطط والكلاب، وهو الصحيح فى المذهب المالكى نفسه كما ورد فى نص القرطبى السابق ذكره».