"نيويورك تايمز": ترامب عرضة للابتزاز الروسي
ترامب وبوتين .. صورة أرشيفية
قالت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها أمس، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعرض للابتزاز من روسيا"، وذلك على خلفية اعترافات محامي ترامب السابق مايكل كوهين بالكذب على الكونجرس فيما يتعلق ببرج ترامب في العاصمة الروسية موسكو، وذلك خلال التحقيقات التي يجريها المحامي الأمريكي روبرت مولر المكلف بالتحقيق في علاقة الرئيس الأمريكي بروسيا.
واتهمت الصحيفة الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخضوعه لروسيا ووقوعه تحت تأثير نفوذها، معتبرة أن اعترافات "كوهين" أحدث الأدلة الأخيرة على شريط الفضائح التي يجرى الكشف عنها والتي تثبت تورط ترامب في علاقات مشبوهة بموسكو.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، "إن إحدى الأسئلة الرئيسة في فضيحة ترامب-روسيا هو ما إذا كان فلاديمير بوتين لديه نفوذ على رئيس الولايات المتحدة، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي حقيقة هذا النفوذ ومدى أهميته في شريط الفضائح، وذلك لا يعني أنها ستكشف دونالد ترامب على أنه منحرف عازم على تدنيس المكان الذي جلس فيه باراك أوباما، وبدلا من ذلك، فإن هذا التحقيق مهم لأنه إذا ثبتت الإدعاءات فإنه سيكشف كيف كان الرئيس الأمريكي عرضة للابتزاز الروسي".
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، "وهذا هو السبب أيضا في أن الأدلة على تورط ترامب في الأعمال التجارية مع روسيا ستكون مهمة، كما أقر ترامب نفسه قبل تنصيبه بوقت قصير، عندما قال لم تحاول روسيا أبدا استخدام نفوذها علي، وليس لدي أي شيء للقيام بروسيا لا صفقات ولا قروض، لا شيء!"، مضيفةً "ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت روسيا قد استخدمت النفوذ على ترامب، لكن يجب ألا يكون هناك أي شك في أن روسيا لديها نفوذ عليه".
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى أنه في صباح أمس الخميس، اعترف المحامي السابق لترامب مايكل كوهين - نائب الرئيس التنفيذي السابق لمنظمة ترامب - بأنه مذنب في الإدلاء بتصريحات كاذبة للكونجرس حول الجهود الرامية إلى بناء ملكية تحمل علامة ترامب في موسكو امتدت إلى الحملة الرئاسية لعام 2016.
وفي خطاب أرسله في أغسطس عام 2017 إلى لجنتي الاستخبارات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، قال كوهين إن مشروع موسكو انتهى في يناير 2016، وزعم أنه لم يتذكر الاتصالات مع المسؤولين الحكوميين الروس بشأن صفقة محتملة، وأخبر كوهين الكونجرس أنه تحدث عن المشروع مع ترامب - الذي جرى ذكره بـ"فرد 1" في وثيقة المعلومات الجنائية التي قدمها روبرت مولر، المستشار الخاص، يوم الخميس - ثلاث مرات فقط.
ووفقًا لادعاء "مولر" كان كل هذا غير صحيح، حيث استمرت الجهود للحصول على موافقة الحكومة الروسية على تطوير العلامة التجارية ترامب في موسكو حتى يونيو 2016 تقريبا، بعد أن حصل ترامب بشكل فعال على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وقال كوهين، إن وثيقة مولر، ناقشت حالة وتقدم مشروع موسكو مع "الفرد 1" أكثر من ثلاث مرات. كما أطلع أفراد أسرة الفرد 1 داخل الشركة على المشروع.
في يناير عام 2016، ووفقا لوثيقة مولر، أجرى كوهين محادثة مدتها 20 دقيقة مع مساعد مسؤول روسي سعى فيها إلى مساعدة روسيا في دفع المشروع إلى الأمام، وفي اليوم التالي، كتب فيليكس ساتر، وهو صديق ترامب تم تحديده في ملف المحكمة باسم "فرد 2"، ليخبره بأنه سمع من مكتب بوتين، خطط كوهين للسفر إلى روسيا، تزامنا مع ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست لأول مرة من أن قراصنة الحكومة الروسية قد اخترقوا أجهزة الكمبيوتر التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية، وفي مرحلة ما، كان كوهين وساتر ينسقان مع شخصيات في موسكو حول زيارة ترامب محتملة تتعلق بالمشروع.
وعلقت الصحيفة الأمريكية في تقريرها على ذلك بالقول، "إذن نحن نعرف الآن أن ترامب كذب على الشعب الأمريكي حول جزء واحد على الأقل من علاقته التجارية مع روسيا، وهو عدو جيوسياسي تدخل في عملية الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة"، مضيفةً "في ضوء بعض الاكتشافات الأخيرة في تحقيقات مولر، يمكننا حتى أن نرى محاولات ترامب في الحصول على نقاط للحوار وإن كانت بشكل غير مباشر من موسكو".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول، "لكن حتى قبل بدء هذه التحقيقات، يمكننا أن نرى أن بوتين يمتلك معلومات مهمة حول مصالح ترامب التجارية التي أخفاها الرئيس عن عمد عن الشعب الأمريكي، وفي عالم سياسي عادي، سيكون لدى الجمهوريين ما يكفي من الوطنية لإيجاد هذا القلق والمذلة، فكل يوم من أيام رئاسة ترامب هو حالة طوارئ للأمن القومي، والسؤال الآن هو ما إذا كان الجمهوريون في مجلس الشيوخ، الذين يمكنهم فعل شيء في الواقع ، سيتم تسليط الضوء على جهودهم؟".