بالصور| تعمل بـ"منافلة" وسرعتها 2 كيلومتر.. حكاية أول سيارة تدخل الغردقة عام 1924
سيارة قديمة الغردقة
"أول سيارة على الإطلاق تدخل مدينة الغردقة وتعود أدراجها لسنة 1924 وتعتبر من تراث مدينة الغردقة".. هكذا أوضح بعض أهالي منطقة السوق القديم بالغدقة في محافظة البحر الأحمر، مؤكدين أنها ملك" قاسم حامد أحمد سباق"، وهي ماركة فورد موديل 1924 بعدد 4 سلندر طولها متران وعرضها متر ونصف وهيكل السيارة مصنوع من الصناديق الخشب وتعمل بالبنزين والجاز معًا حيث تستهلك في رحلتها اليومية لتر جاز ولتر بنزين ويتم تدويرها بـ"دراع لف يدوي" "منافلة" وسرعتها 2 كيلومتر في الساعة.
تخرج سيارة" عم قاسم" من حجرتها الخاصة بجوار منزله لتجري رحلتها الأولى الصباحية والتي لا تحتمل أكثر من ساعتين لنقل المواد التموينية من مخازن المحافظة إلى التجار بمنطقة الدهار "السوق القديم" في مسافة تقريبا 500 متر، بحسب أحمد قاسم، 80 عامًا.
ويضيف: الرحلة الثانية للسيارة كانت تبدأ من منطقة السوق القديم إلى منطقة السقالة وهي مسافة 2 كيلومتر وتحمل فيها المواد التموينية لأهالي الغردقة من زيت وسكر ودقيق ولحم وخضار لأهالي الغردقة، حيث تعتبر الرحلة الثانية متعبة للسيارة وهي لا تتكر يوميا وبعد نهاية الرحلتين تعود السيارة لحجرتها الصغيرة والتي مازالت تقطنها حتى اليوم".
ويضيف "أحمد قاسم سباق"، ابن قاسم سباق حيث كان يعمل والده بشركة آبار الزيوت الإنجليزية، أن السيارة كانت في خدمة جميع أهالي مدينة الغردقة وعملت لنقل المواد التموينية والخضار واللحوم بجانب أنها كانت تنقل المرضى من الأهالي إلى المستشفى.
وأكد الحاج أحمد أن المحافظة وقيادات الجيش كان تعتمد على السيارة في تحويل الذخيرة من القسم الموجود بمنطقة السقالة ونقلها للميناء لتنقلها المراكب لجزيرة شدوان إبان الحرب.
ويستكمل الحاج أحمد قاسم أن ابيه "عم قاسم" ابتكر فكرة السيارة وقام بتصنيعها بنفسه واستوحي فكرتها من سيارة ملاكي فورد في ذات الوقت وبالتالي هي أو سيارة فورد من نوع النقل على الإطلاق.
بينما يقول الحاج صلاح سباق، أحد أهالي الغردقة القدامى ومن عائلة "عم قاسم": سيارة عمي قاسم الله يرحمه كان يتولى قيادتها بنفسه والتي كانت تقوم بعملها اليومي من إحضار الذبائح من السلخانة ثم إحضار المواد التموينية للتجار من سكر وزيت وأرز إلى أن تعود نهاية اليوم إلى الجراج الخاص وهي موجوده حتى الآن وتعد من معالم وتراث مدينة الغردقة".
وقال عزب سباق، أحد أفراد عائلة عم قاسم، إن شركة فورد عرضت على عم قاسم استبدال سيارته بسيارة فورد آخر موديل وقتها ولكنه رفض ونحن نعتبرها من ذكريات الغردقة الجميلة منذ قرن مضى.
فيما يقول عبده سليم سباق، إنه كان يعمل مع عمه "عم سباق" وأنه كان يحمل جركن مياه دائما على حمولة السيارة لتزويد السيارة ماء وذلك لسخونة درجة حرارة الموتور عندما تعمل السيارة أكثر من ساعتين.
وأن السيارة "كانت لا تعرف طوال تاريخها سوى شارعين فقط الطريق الأول من مخازن المحافظة للسوق القديم بالدهار والطريق الثاني من السوق القديم إلى منطقة السقالة.
واحتفالا بسيارة عم قاسم، نشرت جريدة الأهرام سنة 1967 في العدد الورقي صورة لعم قاسم داخل سيارته احتفالا بميلادها الـ43 آنذاك.
وأشار إليها الاستاذ محمد رفيع مؤرخ البحر الأحمر، في أحد كتاباته عن ذكريات البحر الأحمر.