الحب الحرام.. فتاتان من أسيوط الأولى قتلها الحب والأخرى قتلت حبيبها
صورة أرشيفية
فتاتان من أسيوط، كانا بطلا قصة حب وثأر، الاثنان كانا يعيشان في ظلال علاقة محرمة، قاداتهما إلى الوقوع في بئر الانتقام والدم.
"الحب الحرام والثأر من أجل الشرف"، كانت القاسم المشترك في اعترفات المتهمين في واقعتين شهدتهما مديرية أمن القاهرة في أقل من شهر ونصف الشهر، كانت الأولى مقتل فتاة منتقبة على يد أقاربها بمنطقة المرج، والثانية ذبح شاب بمعرفة عامل وشقيق زوجته، ودفنه في صحراء حلوان، بسبب علاقته الآثمة بقربيتهما.
مقتل فتاة منتقبة برصاصة في الرأس
قصة الفتاة الأولى بدأت بتلقي الرائد إسلام شعبان رئيس مباحث المرج، بلاغ بقيام مجهول بإطلاق الرصاص على منتقبة عقب صلاة ظهر الخميس، ولم يمضي 48 ساعة، وكشف ضباط المباحث بقيادة اللواء محمد منصور مساعد أول وزير الداخلية، تفاصيل الجريمة وجرى ضبط نجل ابن عمه وأخر بتهمة قتلها.
وقال المتهمان في محضر الشرطة، إنهما خططا لقتل الضحية بعدما ترددت أقاويل بسوء سلوكها، وإنهما توجها إلى والدها بمنطقة المرج وقالا له: "عايزين نلم موضوع الفضيحة اللي عملته بنتك، مش عارفين نرفع رسنا بين الخلق في البلد، سيرتنا بقت على كل لسان".
اتفق أقارب الفتاة المنتقبة في المرج مع والدها علي التخلص منها وقتلها، بزعم غسل العار الذي جلبته للأسرة في أسيوط، قبل أن يضطر والدها لترك القرية والإقامة في المرج بالقاهرة، حيث خطط والد الفتاة للجريمة مع أبناء عمومته، واتفقوا على توجيه الفتاة "ياسمين" إلى مسرح الجريمة، وهو شارع محمد نجيب، لتكون صيد سهل للجناة، وعقب خروج الفتاة من منزلها أخبر والدها أبناء عمومته بمواصفات ملابسها حتى يسهل التعرف عليها، فهي ترتدي نقابا.
بينما كانت "ياسمين" تشق شارع محمد نجيب بخطواتها قاصدة شراء احتياجات منزلية، كان قريبيها ينتظراها على دراجة نارية، وعندما تأكدا منها أسرع أحدهما بتصويب مسدسه ناحية رأسها، لتسقط على الأرض جثة هامدة برصاصة في الرأس.
حاول والد الفتاة التنصل من الجريمة، وأدعى أنه تفاجأ بخبر الحادث من الجيران، بعد أن سقطت ابنته جثة هامدة من جراء الهجوم عليها، وأن ابنته يشهد لها الجميع بحسن سلوكها وعلاقتها طيبة بالجيران، ولا يعرف أي شيء عن أسباب مقتلها بتلك الطريقة، وطالب الشرطة بسرعة القبض على القاتل: "أنا في ذهول مش عارف هي بنتي اتقتلت ليه".
رواية الأب أثبتت تحريات المباحث كذبها، وأنه على علم بالجريمة ووضع خطتها مع أقاربه للتخلص من الفتاة.
تحفظت الشرطة على الأب، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة وأرشد عن أبناء عمومته، وقال إنهما تمكنا من الهرب إلى أسيوط بعد تنفيذ الجريمة. وتمكنت مباحث القاهرة بالتنسيق مع الأمن العام من القبض على أحد المتهمين في أسيوط، وتواصل الشرطة أعمال البحث عن هارب آخر.
"قتلناها عشان خلت راسنا في الطين"، بهذه الكلمات اعترف الأب وابن عمه عقب القبض عليهما، وأنهما نفذا الجريمة بمعاونة ابن عم لهما هارب. وقال الأب إن ابنته كانت تستحق الموت، لأنها جلبت له العار.
"محمود" قتل من أجل حبيبته
"يا باشا اللي حصل من محمود قريبنا ملوش تمن غير الدم، ضيع شرف أختي ودفن راسنا في الوحل، ومشينا من البلد عشان نهرب من كلام الناس اللي بيقتلنا بالبطيء".
تلك الكلمات كانت ملخص اعترافات "إبراهيم. ج"، 41 سنة، في محضر الشرطة بعد القبض عليه بتهمة قتل عشيق شقيقته ودفن جثته في صحراء التبين بمعاونة ابن عمته "فتحي. س"، 40 سنة، لكن جهات التحقيق (الشرطة والنيابة العامة) كشفت عن تفاصيل مثيرة في الواقعة نرصدها في السطور المقبلة، خاصة بعد أن بدأت أحداث الواقعة في محافظة أسيوط بالعشق وانتهت في القاهرة بالقتل.
استخرجت النيابة العامة جثة المجني عليه"محمود .ر" 18 سنة من داخل حفرة عمقها 70 سنتيمترًا، وأثبتت معاينة النيابة العامة وجود آثار دماء على ملابس الضحية، بعد أن أرشد المتهمان عن مكان دفن الجثة، واستدعت النيابة الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان أسباب الوفاة.
كما عثرت جهات التحقيق على السلاح الأبيض المستخدم في الجريمة مدفونا مع جثة المجني عليه وأرسلته النيابة إلى الأدلة الجنائية، وعثرت أيضا على هاتف المجني عليه عبارة عن عدة أجزاء داخل منزل المتهم الأول "إبراهيم"، الذي كسره عقب تنفيذ الجريمة وتخلص من شريحة الهاتف بإلقائها في الطريق العام حتى لا تستخدم الشرطة تقنية التتبع الخاصة بأرقام الهواتف لكشف الجرائم.
"رفضنا نجوزه أختي، عشان كده ضحك عليها وخد شرفها عشان يجبرنا على الجواز، بس أبويا رفض الموضوع كده وطلبنا من محمود يبعد عنا، وأبويا اتفق مع ابن عمتي فتحي يجوز أختي لمدة شهرين ويطلقها عشان يتستر على الفضيحة قبل ما حد يعرف من البلد عندنا في أسيوط، وقلنا نسيب محمود ما نعمل له حاجة عشان قربنا ومشينا من البلد وخدنا شقة في التبين أول ما الكلام بدأ يكتر عن أسباب الطلاق وعلاقة أختي بمحمود".
البداية
ظلت الجريمة غامضة لمدة 8 أيام حتي كشفتها الشرطة بعد أن تلقى قسم شرطة التبين، بلاغًا من "خالد. ر"، مفاده تغيب شقيقه "محمود"، 18 سنة، قهوجي.
وبعمل التحريات تبين وجود خلافات سابقة بين المبلغ باختفائه وعائلة "جاد .ش"، مزارع بأسيوط ومحل سكنه الحالي منطقة التبين، وأثناء السير في خطة البحث التي أشرف عليها مدير مباحث قطاع جنوب القاهرة، تبين أن وراء الواقعة كلًا من "إبراهيم .ج" 41 سنة، ونجل عمته "فتحي.ج"، 40 سنة.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة، جرى القبض على المتهمين، وبمواجهتهما، اعترفا بقتل المجني عليه ودفنه في منطقة جبلية منذ 8 أيام، بسبب اكتشافهما علاقة غير شرعية بين المجني عليه وشقيقة المتهم الأول، وحرر عن ذلك المحضر رقم 1484 لسنة 2018.
وأفادت التحريات بأن والد الفتاة رفض تزويجها من العشيق بعد معرفته بالعلاقة الآثمة وقام بتزويجها لنجل عمتها لسترها ثم طلقها بعد شهرين من الزواج، وتركوا بلدتهم بأسيوط واستأجرا شقة سكنية بالتبين بالقاهرة، خشية الفضيحة بعد تداول الخبر بين جيرانهما، إلا أن العشيق سافر وراءها وعمل "قهوجي" بإحدى الكافتيريات بذات المنطقة.
ويوم الواقعة ذهب العشيق إلى والد الفتاة، وطلبها للزواج مرة أخرى فجدد والدها رفضه لكن هدد بفضحها في حال عدم قبول زواجه، فقام شقيق الفتاة بمعاونة نجل عمته بطعنه بسلاح أبيض "سكين"، ونقل جثته بـ"توك توك" إلى صحراء التبين ودفنها.