شاركت خلال فى الفترة الأخيرة فى بعض المناقشات.. ولاحظت أن هناك بعض الاتجاهات التى تحاول أن ترتفع بمفهوم الجندر «النوع الاجتماعى» بين الرجل والمرأة فوق مفهوم المواطنة، كما لاحظت أيضاً وجود اتجاه عند بعض المدافعين عن دمج المعاقين وتمكينهم فى المجتمع لاختزال مفهوم المواطنة داخل مفاهيم دمج المعاقين وتمكينهم.
أولاً: مفهوم الجندر «النوع الاجتماعى»، الذى يعنى ببساطة استثمار القدرات والإمكانيات البشرية سواء للرجل أو المرأة بناء على خبراتهم ومعارفهم، وليس بناء على جنسهم البيولوجى، وتتمثل مجالات عمل الجندر فى: العنف ضد المرأة، ومواجهة ظاهرة تأنيث الفقر، وتبنى المنهج الحقوقى للحفاظ على حقوق الأطفال والمرأة، والتمكين الاجتماعى للمرأة، والتعليم.. أى إن الجندر هو أداة تحليل ووسيلة لتحقيق العدالة والمساواة من خلال منح المرأة التى تمثل نصف المجتمع حقوقها.
ثانياً: مفهوم الدمج والتمكين، الذى يعنى دمج المواطنين من ذوى الإعاقة مع أقرانهم من غير ذوى الإعاقة كأفضل أسلوب للنمو من جانب، ولنمو قدرة المجتمع على قبول الاختلاف لكافة الأفراد بغض النظر عن اختلافهم أو درجة هذا الاختلاف للمزيد من الثراء والتفاعل فى المجتمعات من جانب آخر، ويتم الدمج فى عدة مجالات، منها: الدمج فى التعليم (المدارس وفصول محو الأمية والحضانات)، والدمج فى مراكز الشباب، والدمج فى المكتبات، والدمج فى برامج التنمية، والدمج فى النوادى الثقافية والاجتماعية.
أما التمكين، فيقصد به خروج الأطفال والشباب ذوى الإعاقة وأسرهم من العزلة للحصول على حقوقهم من خلال: إيجاد فرص مناسبة لهم سواء من خلال جمعيات أهلية تهتم بهم أو تفعيل قوانين تضمن لهم الحياة الكريمة، بالإضافة إلى العمل على إكسابهم المهارات الحياتية اللازمة للتعبير عن ذواتهم، ورفضهم لأن يصبح حقهم فى الحياة مجرد منح. ويعتمد التمكين على: تمكين الأسر، وتمكين الأطفال والشباب المعاقين.
ما سبق، يؤكد ببساطة على أن مفهوم الجندر «النوع الاجتماعى للرجل والمرأة» ومفهوم الدمج والتمكين لذوى الإعاقة هما مفاهيم ترتبط بكل ما يتعلق بالحقوق التى يجب أن تحصل عليها المرأة أو يحصل عليها ذوو الإعاقة بشكل متخصص له دلالة.. فى ظل وعى مجتمعى بما يحدث من تغيير فى المفاهيم سواء فى نظرته للمرأة أو فى نظرته للمعاقين.
إن أهم ما يميز المواطنة أنها لا يوجد بها أى تخصيص لفئة أو تمييز لمواطن على حساب مواطن، بل إنها تتجاوز ذلك لكونها دعوة للمساواة بين كافة المواطنين بغض النظر عن الدين (مسيحى أو مسلم أو غير ذلك..)، والنوع الاجتماعى (رجل أو امرأة)، ومن ذوى الإعاقة أو غير ذلك، وصاحب بشرة بيضاء أو بشرة سوداء، وصغير السن أو كبير السن، وغنى أو فقير، أو من أبناء البدو أو النوبة.
نقطة ومن أول السطر..
إن مفهوم المواطنة هو مفهوم «أعم» وأشمل من مفهوم الجندر الذى يرتبط بالمرأة، ومفهوم الدمج والتمكين المرتبط بذوى الإعاقة لأنه يرتبط بكافة المواطنين المصريين دون أى استثناء أو استبعاد، وبالتالى، فإن المواطنة تتضمن فى دلالتها مفهوم الجندر ومفهوم الدمج والتمكين.