البعض يذهب إلى السجن بسبب «تشابه أسماء»: أنا مش كريم.. أنا كرم
حسن ومحمود
استمارة ملأها للالتحاق بوظيفة تابعة لأحد المشروعات الهندسية، كانت سبباً لدخوله فى دوامة استهلكت طاقته بها، طوال شهر كامل، فالإجراءات الروتينية اللازمة للتعرّف على الشخص وبياناته أسفرت نتائجها عن أن صاحب هذا الاسم قام بثلاث جرائم وعليه أحكام بقضايا مختلفة. حسن فاروق، مهندس، وجد ثلاث قضايا فى صحيفته الجنائية، لم يكن يعلم عنها أى شىء قبل ذلك اليوم، بسبب تشابه اسمه مع آخر: «عمرى ما دخلت قسم شرطة قبل كده، ولقيت عليّا 3 أحكام فى 3 قضايا».
لم يكن يتخيل «حسن» أن واقعة تشابه اسمه مع اسم شخص آخر، ستُعرّضه لكل هذه المشاكل: «لفيت لفة محترمة فى مصلحة الأمن العام، وأقسام إمبابة والوراق ومدينة نصر، لحد ما أثبت إنى ماليش علاقة بالاسم ده، الموضوع ماكانش سهل بالمرة، عرفت مكان كل قضية، ورُحت علشان أثبت براءتى منها». الطريف أن «حسن» غير متزوج، ووجد عليه قضيتان، إحداهما تبديد عفش، والأخرى «تعدى وضرب». الدوامة نفسها دخلتها إسراء جمال، مع أخيها، فعند عودتهما من القاهرة إلى قنا، مستقلين أوتوبيس نقل عام، يستمعان كباقى الركاب لأغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وقفت السيارة فى أحد كمائن الشرطة، واقترب الضابط منادياً: «كله يطلع بطاقات الرقم القومى»، لم تهز الجملة «إسراء» وأخاها: «إدينا البطاقات للظابط، رجع لنا كلنا البطاقات إلا أخويا.. قال له انزل لى، وبدأ يستجوبه»، ظهرت علامات الخوف على شقيقها الذى بدا متعجّباً مما يحدث: «اتهموا أخويا أنه مسجل خطر، وبطاقته مزورة، قالوا له الكمبيوتر مبين إن فيه قضايا كتير ضدك، إحنا من كتر الصدمة كنا بنضحك على الموقف».
اسم الوالدة كان طوق النجاة الوحيد للمرور من هذا الموقف: «هى اللى نجتنا، لأن اسم والدة المتهم ماكانش طبعاً زى اسم والدتى.. شوية والظابط اعتذر لنا وركبنا الأوتوبيس، وروحنا بعد ساعة قضيناها فى قلق، موقف عمرنا ما اتعرّضنا ليه بسبب تشابه الأسماء». ولخطورة المشكلة، قرّر محمود شعبان، محامٍ، عمل حملة للقضاء على مشكلة تشابه الأسماء: «أنا متبنى الموضوع ده من التسعينات، مر عليا عشرات الآلاف من القضايا بالشكل ده.. أشهرها قضية لشخص اتحبس 4 سنين ظلم، فى قضية تزوير، لحد ما تم القبض على المتهم.. الطريف فى الموضوع أن الشخص المتهم ماكانش بيعرف أصلاً يقرأ ويكتب، هيزور إزاى.. وبعد ما خرج من السجن فضل يتعالج من الآثار النفسية وكان هينتحر».
وحسب «شعبان»، فإن الإشكالية تحدث بسبب نقص فى البيانات المرفقة بالقضية أو المحرّرة بالمحاضر: «زمان ماكانش بيتاخد الرقم القومى واسم الوالدة، وده كان السبب فى كل القضايا دى.. لازم يكون فيه تنسيق بين وزارة العدل والداخلية، ده هيبنى شبكة معلوماتية مهمة وهيحد من مشكلة تشابه الأسماء اللى كلنا معرضين ليها».