«سراى علام بِك».. احتفى بها «صناع الدراما» وأهملها المسئولون
الإهمال يضرب «سراى علام بِك»
«مبنى ضخم مصمم على الطراز الإيطالى، تحيط به حديقة غنّاء، ذات أشجار عتيقة، وسور كبير تتوسطه بوابات حديدية أُغلقت منذ زمن بعيد».. هنا «سراى علام بِك» فى قرية سندبيس بمحافظة القليوبية، التى وقع اختيار المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ عليها، منذ 28 عاماً، لتكون «لوكيشن» تصوير مسلسل «الوسية» الشهير، الذى شارك فى بطولته عدد كبير من النجوم، والذى رصد فترة عصيبة من حياة المصريين، وجسد الصعوبات التى كان يمر بها أبناء الفقراء والمعاناة التى كانوا يلاقونها على أيدى الإقطاعيين وأصحاب المناصب.
الأهالى يطالبون بضمها لـ«الآثار».. و«فرحات»: مسجلة ضمن المبانى ذات القيمة الفنية
ورغم وجود «السراى» بنفس هيئتها التى ظهرت بها فى المسلسل، فإن المكان مهجور، بعض الحوائط تهدمت بفعل الزمن، والبعض الآخر ما زال يقاوم.. أهالى القرية طالبوا بضمها للآثار، والاستفادة منها كمبنى أثرى عتيق يرجع تاريخ بنائه لثلاثينات القرن الماضى.
المهندس عبده محمد، أحد أهالى قرية سندبيس، قال: «القصر يملكه علام محمد علام، وهو أحد كبار الأعيان قبل ثورة يوليو، حيث كان يملك أكثر من 500 فدان بنطاق محافظة القليوبية».
وأوضح «عبده» أنه تم تصوير العديد من المسلسلات الشهيرة فى القصر منها (الوسية، الضوء الشارد، بنات صفية)، لافتاً إلى أنه حضر تصوير مسلسل «الوسية» وشاهد الكثير من الفنانين حيث أقاموا بالقرية قرابة الشهرين حتى انتهوا من تصوير جميع المشاهد.
وأشار «مرشد»، أحد أهالى القرية، إلى أن «ملكية السراى آلت إلى بنت علام بِك بعد وفاته ثم إلى الدكتور عمرو عثمان شحاته خضر، الأستاذ بكلية الزراعة»، موضحاً أنه يأتى على فترات لمتابعة الأراضى الزراعية ويقيم باستراحة ملحقة بحديقة السراى. وطالب الأهالى بضرورة الاهتمام بالسراى وضمها لهيئة الآثار لما تتميز به من طراز معمارى أثرى، فضلاً عن كونها من الأماكن التى علقت فى أذهان المصريين جميعاً بعد مشاهدة مسلسل «الوسية».
وقال جمال فرحات، مدير عام منطقة آثار قليوب، إن «فيلا أو سراى علام بك بقرية سندبيس تندرج ضمن المبانى ذات القيمة التاريخية والفنية، وليست ضمن المبانى الأثرية»، مشيراً إلى أنها مسجلة فى كشوف المحافظة على أنها مبنى ذو طابع تاريخى قيِّم، مضيفاً: «ليست قديمة لدرجة أننا نعتبرها من الآثار».
وأوضح «فرحات»: «توجهنا بلجنة إلى سراى علام بك أكثر من مرة لمعاينتها على الطبيعة، ولكنها تذهب هناك وتعود دون الدخول إليها لأن أصحابها يمنعوننا من الدخول إليها بحجة أنهم لا يقيمون بها، وأنهم يقيمون فى القاهرة، ولذلك فقد تم صرف النظر عنها»، مشيراً إلى أن بعض المخرجين والمنتجين السينمائيين يقومون بالتصوير بها بسبب قيمتها الفنية والتاريخية.