«الآبار الرومانية» فى مطروح.. كنز أثرى ومصدر للمياه ضربه الإهمال
أحد الأهالى يجلس بجوار «بئر رومانية»
تتعرض الآبار الرومانية بمدينتى السلوم وسيدى برانى، إلى إهمال شديد من الجهات المعنية التى تقاعست عن إجراء الصيانة لتلك الآبار التى يعتمد عليها أهالى المدينتين كمصدر لمياه الشرب، حيث تبلغ سعة البئر 1500 متر مكعب، تكفى عدداً كبيراً من السكان، فضلاً عن قيمتها التاريخية والأثرية.
مياهها تكفى سكان مدينتى السلوم وبرانى.. وسعة بعضها تصل إلى 3000 متر مكعب.. والأهالى: طالبنا المسئولين بضرورة التحرك لصيانتها
عبدالرازق كامل، من أهالى منطقة «أبوغليلة البحرية»، غرب مدينة سيدى برانى، أكد أن المنطقة تضم بئرين رومانيتين، إحداهما سعتها 1150 متراً مكعباً، والثانية سعتها 850 متراً مكعباً، وتحتاجان إلى صيانة من الداخل لترميم الجدران ونزح الرمال، وأضاف: «قمنا بنزح كميات كبيرة من الرمال والتراب وغير قادرين على أعمال الصيانة، وفى نفس الوقت نحن فى أشد الاحتياج إلى البئرين، وطلبنا من المسئولين ضرورة التحرك لصيانة البئرين».
وأضاف أن الأهالى حاولوا ترميم البئرين قدر استطاعتهم إلا أنهم لا يملكون الخبرة الكافية لإجراء الصيانة، وتابع: «البئران تمثلان مصدر الحياة للأهالى حيث تمدان المنطقة بمياه الشرب، ولا نستغنى عنهما أبداً، لأننا على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة سيدى برانى والمياه المحلاة من البحر غالية ونشترى سيارة المياه من سائقى السيارات (الفنطاس) مقابل 700 جنيه، فى حين أن مياه البئرين مجاناً لأنها تتجمع من مياه الأمطار».
وأوضح باسط غيث، من أهالى السلوم، أن منطقة «تل الصوف» جنوب المدينة تضم بئراً رومانية كبيرة معروفة ببئر تل الصوف وسعتها 2000 متر مكعب، تخدم ما يقرب من 2000 أسرة، وتكفى أهالى مدينة السلوم كلها وضواحيها، وفى الوقت ذاته تحتاج لترميم ورفع كفاءة، متابعاً: «أتمنى أن تقوم الجهات المختصة أو أهالى الخير بمد يد العون لنا والعمل على تطوير البئر كى تعود إلى سابق عهدها وتكون صالحة لتخزين مياه الأمطار».
ولفت عبدالله حامد، من أهالى السلوم، إلى أن الآبار الرومانية كنز قديم لا بد من الاستفادة منها وعدم تركها تضيع من الإهمال، رغم تاريخها القديم، فضلاً عن كونها مصدراً مهماً من أهم مصادر مياه الشرب لأهالى المنطقة، واستطرد: «نشرب منها ونطبخ ونعيش عليها، وهى آبار عميقة وواسعة تسع كميات ضخمة من مياه الأمطار التى تجود السماء بها فى موسم الأمطار فتهبط الأمطار على الجبال والمناطق المرتفعة وتصب فى النهاية داخل الآبار الكائنة فى مصب الأمطار وأسفل مخرات السيول، وفى ذات الوقت تظل هذه المياه فترات طويلة تصل لأكثر من عام، وإذا قلت الأمطار فى العام المقبل تكون الآبار بمثابة احتياطى مائى نعيش منه حتى تأتى الأمطار فى موسم آخر، فهى أفضل مصدر لمياه الشرب مناسب لطبيعة الحياة الصحراوية فى السلوم وبرانى وغيرهما فى محافظة مطروح».
الدكتور عبدالعزيز الدميرى، مدير عام الآثار بمحافظة مطروح، قال فى تصريح لـ«الوطن»، إن هناك آباراً رومانية فى مطروح والمراكز التابعة لها، وهناك آبار قديمة يمتد تاريخها إلى 100 أو 200 عام، ولكن لا بد من معاينة أى بئر سواء كانت فى مطروح أو السلوم أو برانى حتى نعرف هل هى بئر أثرية أم لا، وذلك من خلال خروج مختص من الآثار للفحص والمعاينة كى يعرف إذا كانت البئر قديمة أو أثرية أم لا، وإذا كانت أثرية إلى أى العصور تنتمى، أما إذا كان بجوار أى بئر موقع أثرى فهو بالطبع سيكون تابعاً للآثار وبالتالى المعاينة لتحديد العصر الذى تعود إليه فقط.