مصر لديها ميزة نسبية فى خصوبة أرضها لزراعة النباتات الطبية والعطرية التى يستخرج منها الخامات الدوائية والتجميلية والغذائية، من هنا جاءت فكرة لرجال مخلصين لبلدهم وهم أعضاء الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين لإنشاء مشروع ضخم ومتكامل لإنتاج المادة الفعالة من النباتات الطبية والعطرية ينقل مصر من المستوى الرابع عالمياً إلى المستوى الثانى بعد الهند، وإلى المستوى الأول إقليمياً فى الشرق الأوسط، وتعظيم مساحة الأرض المزروعة من النباتات الطبية والعطرية إلى الضعف وصادراتها من 45 مليوناً إلى 200 مليون دولار، ومعدل الاستهلاك المحلى من 250 مليون جنيه إلى 3 مليارات من النباتات الطبية والعطرية، وتوفير الخامات الفعالة وغير الفعالة للأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، بالإضافة إلى توفير 30 ألف فرصة عمل.
المشروع على مساحة 50 ألف فدان بمحافظة الأقصر، ويحقق التنمية المستدامة التى تنشدها الدولة لإقليم الصعيد.
اتحاد المستثمرين قام بإجراء دراسة جدوى اقتصادية للمشروع بواسطة أكبر المكاتب الاستشارية فى مصر والعالم وجاءت مبشرة بالخير، وأكدت أنه نقلة نوعية كبيرة لمصر فى مجال صناعة الدواء والغذاء، بالإضافة إلى إنشاء مراكز أبحاث لتطوير الزراعة والصناعة وإضافة حقيقية للناتج القومى.
المشروع سوف يطرح للاكتتاب العام بقيمة السهم عشرة جنيهات فقط، ولن يكون هناك مستثمر رئيسى حتى يكون مشروع الشعب كله.
بالفعل الاتحاد حصل على تخصيص للأرض فى محافظة الأقصر وتسعيرها بنظام حق الانتفاع منذ عام ونصف تقريباً، ولكن حتى كتابة هذه السطور لم يستلمها، وكل يوم يمضى دون البدء فى تنفيذ المشروع يؤدى إلى خسائر فادحة سواء من ضياع فرص عمل وإنتاج أو استنزاف العملة فى استيراد المواد الفعالة للأدوية، وأيضاً إحباط المتحمسين للمشروع وربما صرف النظر عنه.
أنا شخصياً لا أعرف لماذا كل هذا الوقت فى إنهاء الإجراءات والتراخيص وتسلم الأرض، ليس فى هذا المشروع فقط، ولكن فى كل المشروعات.
لقد حققنا طفرة كبيرة فى البنية الأساسية تكلفت مئات المليارات، وأيضاً أنجزنا فى إصلاح المنظومة التشريعية وتهيئة مناخ الاستثمار وعقد مؤتمرات داخلية وخارجية للترويج للفرص الاستثمارية، وكلها جهود مشكورة ولكنها تحتاج أن تترجم إلى مشروعات صناعية زراعية على أرض الواقع تسهم فى حل مشاكلنا. لماذا هذا التمسك الشديد بالأرض رغم أننا دولة 90% منها وأكثر ما زالت أرضاً فضاء صحراء جرداء؟ لقد سبق وكتبت عن المستثمرين الذين حصلوا على 40 ألف فدان بحق الانتفاع لإنشاء مزارع دواجن تسهم فى إنتاج 100 مليون دجاجة وأكثر من مليار بيضة تحقق الاكتفاء الذاتى وفائضاً للتصدير، ولكن للأسف أكثر من عام والمستثمرون لم يستطيعوا تسلم الأرض.
أتمنى أن يعلم مسئولونا أن الأرض لا قيمة لها دون تعميرها واستغلالها فى التنمية من أجل رفاهية الشعب، ونحن فى ظروف اقتصادية صعبة تتطلب من كل مسئول أن يتقى الله فى الوطن والمواطن ويسعى إلى إزالة العقبات أمام المستثمرين وليس طردهم.
لا أعرف من يعرقل الاستثمار؟ ولمصلحة مَن تعطيل المشروعات؟
النباتات الطبية والعطرية مشروع أتمنى أن يرى النور قريباً، وأظن أنه لن يحدث إلا إذا تدخل رئيس الجمهورية شخصياً.