«حمودة»: منظومة التعليم الجديدة «ممتازة» نظرياً فقط.. والغش منتشر من الابتدائى حتى الجامعة
حمودة
قال الدكتور محمد حمودة، الخبير فى الإشراف التربوى بوزارة التربية والتعليم فى سلطنة عمان، أن المنظومة التعليمية التى يتم تطبيقها فى مصر حالياً «ممتازة» فى الجانب النظرى، إلا أنها تواجه بعض التحديات فى الجانب العملى، مثل ضعف تدريب المعلمين على تلك المنظومة.
خبير الإشراف التربوى: الامتحانات تُعقد لـ«ترضية المجتمع»
وأضاف «حمودة»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الغش فى الامتحانات بات ظاهرة داخل المجتمع التعليمى فى مصر، ويجب علاجها والتخلص منها، مشيراً إلى أن حصول أعداد كبيرة من الطلاب على «الدرجات النهائية» فى الثانوية العامة لا يعنى أننا نقدم تعليماً جيداً.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لمنظومة التعليم الجديدة التى بدأ تطبيقها فى مصر مؤخراً؟
- المنظومة من الجانب النظرى «ممتازة»، إلا أن هناك عدداً من التحديات ظهرت مع بداية تطبيقها، أولها ضعف تدريب المعلمين على هذه المنظومة، فمن غير المعقول أن تكون فترة التدريب على تطبيقها 3 أيام فقط، وهو ما جعل بعض المدرسين لا يعلم جميع تفاصيل المنظومة، كما ظهرت بعض الثغرات، ففى مادة «العلوم» للصف الأول الابتدائى، على سبيل المثال، التى زاد عدد حصصها لم تجد الوزارة عدداً كافياً من المدرسين المتخصّصين فى المادة، فتم اللجوء إلى مدرسى الرياضيات واللغة الإنجليزية فى بعض المدارس لتدريس «العلوم» للتلاميذ، رغم أنهم غير مؤهلين لذلك، ما يحول دون وصول المعلومة كاملة للطالب.
مستوى الخريجين فى التخصصات العملية والنظرية تراجع بشدة خلال السنوات الماضية
ما أبرز مشاكل العملية التعليمية داخل مصر؟
- العملية التعليمية تعانى من عدة مشكلات، أهمها أن الامتحانات فى حد ذاتها تُعقد لـ«ترضية المجتمع» فقط، فالطالب غير مُعد لمواجهة الاختبارات، بل يدخل الامتحان لتحصيل مجموع، دون أن يكون قادراً على فهم ما يدرسه، وهو يعتمد هنا فقط على الحفظ والتلقين، مما يجعل مستواه ضعيفاً بعد التخرج.
وفى سلطنة عمان على سبيل المثال، توضع القوانين فى امتحانات المواد العلمية داخل ورقة الإجابة، لكى يعرف المسئولون عن التعليم قدرة الطالب على تطبيق تلك القوانين عملياً.
كما أن البنية التحتية فى مصر ضعيفة جداً، فمن غير المعقول أن تتعدى الكثافة داخل الفصول 120 طالباً، وهو ما يصعّب عملية تحصيل الطلاب للمعلومة، ويؤدى إلى عدم رضاهم من الأساس عن الذهاب للمدرسة، فضلاً عن انتشار «ثقافة الغش» فى الامتحانات من الابتدائى حتى الجامعة.
كيف يمكن التغلب على ظاهرة الغش داخل المنظومة التعليمية؟
- أولاً يجب تغيير الثقافة الخاصة بالامتحانات داخل المجتمع، وأن يتم إعداد الطالب بشكل جيّد لمواجهة الاختبارات، ومعرفة كيفية إيجاد حلول، مع تطبيق مبادئ المعرفة والتطبيق والاستدلال فى المناهج التعليمية، بحيث تكون هى المعايير الرئيسية لكيفية وضع الامتحان، فضلاً عن تقليل أعداد الطلاب داخل لجان الامتحان، حتى يستطيع الطالب التركيز، مع الحرص على التدريب التفاعلى للطلاب والمدرسين والبُعد فى التعليم عن التلقين والحفظ.
ما وظيفة المشرف التربوى داخل المدارس؟ وهل لها أهمية فى المنظومة التعليمية؟
- المشرف التربوى هو حلقة الوصل بين الإدارة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم، والجانب التطبيقى والفنى الممثل فى المعلم، بحيث يكون هناك تقويم مستمر من المشرف لما يقوم المدرس بتدريسه للطلاب، بما يتوافق مع أهداف العملية التعليمية التى أرستها الوزارة، ويجب أن يكون هناك حوار مستمر مع المعلم للوصول إلى أفضل الطرق لإيصال المعلومة للطلاب والعمل على خروج طالب متفوق علمياً عن طريق الفهم والتطبيق، ويمكن للمشرف التربوى المطالبة بتغيير طريقة التدريس أو المنهج التعليمى من محافظة إلى أخرى وفقاً لطبيعة كل محافظة، وهى وظيفة مهمة جداً للحصول على عملية تعليمية متكاملة وتأهيل خريج قادر على مواجهة سوق العمل.
كيف ترى مستوى الخريجين والمدرسين المصريين خلال السنوات الماضية؟
- للأسف تراجع بشدة مستوى الخريجين فى عدد من التخصّصات العملية والنظرية، وهو ما يظهر جلياً فى تراجع الطلب على بعض التخصصات التى كانت مصر تتميز بها طوال الفترة الماضية، أما المعلم المصرى فيحتاج إلى إعادة نظر فى الراتب الذى يحصل عليه لكى يكون راضياً أدبياً ومهنياً ومادياً.