خلال أسابيع تبدأ رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، والإعلام المصرى مطالب بتخصيص مساحات لتقديم أفريقيا الجديدة التى كنا نعرفها جيداً فى الستينات ثم تعاملنا معها سلبياً فى السبعينات والثمانينات، ثم حاولنا وصالها فى التسعينات وأبعدتنا عنها القوى الدولية الغربية والشرقية طويلاً حتى عدنا إليها منذ ثلاث سنوات، نتلمس طريق التواصل الإيجابى مع الأشقاء الأفارقة الذين يعرف الأجداد والآباء منهم ما قدمته مصر لدعم دول وشعوب القارة جيداً، ولكن الشباب لا يعرفون شيئاً، وفق رأى د. إبراهيم نصر الدين، الخبير فى الشأن الأفريقى، الذى يطالب بالإفراج عن أوراق التعاون بين الدولة المصرية والأفارقة ونشرها لتعرف أجيال الشباب فى مصر وأفريقيا عمق العمل المصرى الأفريقى المشترك لخدمة الشعوب عبر التاريخ.
وقبل عام وعلى صفحات «الوطن» طالب د. السيد فليفل، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، بضرورة مراجعة السياسات الإعلامية والصحفية تجاه أفريقيا، والاهتمام بالملفات الأفريقية، وإيفاد مراسلين إلى جنوب أفريقيا ودوّل حوض النيل، وإصدار صحفى خاص بأفريقيا، بهدف التركيز على العلاقات المصرية الأفريقية، ويبدو أن الوقت داهم الجميع، ونقول يجب إنجاح قيادة مصر للاتحاد الأفريقى وأن تقدم وسائل الإعلام صورة حقيقية للإنسان الأفريقى المتطلع للحرية والتنمية والمالك لثروات غير مستغلة بعيداً عن الصورة النمطية التى يقدمها الإعلام الغربى والصينى، ويصفها الباحث حسن العاصى بأنها «صورة تقدم العنف، والجوع، والتخلف ويظهر فيها الأفريقى كشخص تابع ومقلد للرجل الأبيض، والطرف الضعيف والعاجز»، وتوجد مؤسسات أفريقية إعلامية متميزة مثل مؤسسة الأمة «ذا نيشن» فى شرق القارة، التى تصدر عشر صحف ومجلات وعدة قنوات تليفزيونية ومواقع إخبارية إلكترونية باللغتين الإنجليزية والسواحلية فى كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا، وهناك نشاط إعلامى واسع فى جنوب أفريقيا فى جنوب القارة، حيث تصدر 12 صحيفة وعدة قنوات تليفزيونية وإذاعية ومواقع إخبارية، فإن معظم القارة لا تصدر إعلاماً متطوراً وتعتمد على صحف وإذاعة محلية.. فهل تبادر مؤسساتنا الصحفية والإعلامية للتواصل والتعاون مع مؤسسات الإعلام الأفريقى؟؟ وهل استعد الإعلام المصرى لمواجهة الإعلام الصينى الذى توسع فى أفريقيا منذ 2009 مدعوماً من حكومة الصين بسبعة مليارات دولار؟؟
تستحق أفريقيا إعلاماً حيوياً صادقاً ينهض بقدراتها وشعوبها ومصر مؤهلة لذلك.. والله غالب.