على غير المألوف فى كل العالم أقر اتحادنا الوطنى لكرة القدم مبدأ غريباً يتيح لنادٍ من المشاركين فى البطولة المحلية للدورى العام أن لا يعترف بلجنة الحكام ولا بالحكام ولا بقراراتها ولا بسياساتها وأن يتفرد ويتميز عن بقية أقرانه ومنافسيه بإدارة مبارياته عبر حكام أجانب.
صحيح أن اللائحة الداخلية أتاحت الحق ومنحت الترخيص لأى نادٍ التقدم بطلب استقدام حكام أجانب لإدارة مباراة مقابل أن يتحمل كل مصاريف وتكاليف الدعوة من أول تذاكر السفر للإقامة والمستحقات المالية للحكام، وبالتالى لا يقتصر الحق على ناد بعينه، لكن الغريب هو تحويل الاستثناء إلى قاعدة ما نتج لنا ظاهرة غريبة من نوعها لو اتسعت ستنتهى إلى إلغاء لجنة الحكام والحكام المصريين.
الحاصل أن أحد أندية الدورى الممتاز أصبح واقعياً صاحب حالة خاصة لا تنطبق عليه أى إجراءات أو قرارات أو تعليمات أو نظم إدارية أو تحكيمية تقررها لجنة الحكام ويقرها اتحاد الكرة، وأصبح هذا النادى لا يعترف بجزء أصيل من روافد وفروع المؤسسة المعنية بتنظيم البطولات الوطنية، حيث يحكم كل منافساته من دون استثناء حكام أجانب، وأصبح لا صلة بينه وبين لجنة الحكام إلا فى خصوص دعوة الحكام الأجانب.
اعتدنا استقدام حكام أجانب لإدارة مباراة فى الموسم وكانت لظروف خاصة واستثنائية، وعلى وجه التحديد لقاءات القمة بين الأهلى والزمالك، وحين توسعت الأمور أصبحنا نستقدم حكماً لإدارة مباراة طرفاها أحد أندية القمة وناد آخر وأيضاً لمرة أو مرتين فى العام، ويدير باقى المباريات حكام وطنيون معينون من قبل لجنة الحكام باتحاد الكرة وفقاً للقواعد.
المزعج هو تحجيم لجنة الحكام ودورها ومنح ناد سلطة عدم الاعتراف بها أو بقراراتها وعدم الخضوع لها والالتزام بالحكام الوطنيين، ولا يستقيم مع ذلك بعض التصريحات الدبلوماسية من نوعية «مع احترامنا وتقديرنا» أو نوعية «هذا لا يلغى ثقتنا وتقديرنا فى حكامنا».
الشاهد أن صمت الاتحاد على هذه الحالة ضعف وقبول بالطعن على كفاءة حكامنا الوطنيين، وإساءة إلى سمعتهم فى المحافل الدولية وتقليل من شأنهم وقدراتهم أمام جماهير الكرة فى مصر، وهو قبول لحالة ابتزاز من هذا النادى والقائمين عليه، كما أن تجاهل لجنة الحكام ما يحدث مثير وغير مفهوم، فاللجنة انتفضت لتصريح أطلقه مدير الكرة بالأهلى وكان فى سياق تساؤلات بينما تصمت وتتجاهل تماماً سلوكاً معوجاً لا يعترف بها ويطعن فى كفاءتها وقدراتها وسياساتها فى إدارة وتأهيل وتدريب حكام متميزين أصحاب مهارات وقدرات تؤهلهم لمنافسة أقرانهم الدوليين.
فى الدورى المصرى 18 فريقاً، 17 منها يدير خمسة حكام منافساتها، وناد واحد يشذ عن النظام ويدير منافساته 3 حكام فقط، أى قاعدة نعمل بها؟