مطران الأرمن الكاثوليك يطالب في قداس "الميلاد" بوقف الحروب في الشرق
المطران كريكور أوغسطينوس كوسا
ترأس المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية وأورشليم والأردن للأرمن الكاثوليك، قداس عيد الميلاد، طبقا لتقويم الكنائس الغربية، بكاتدرائية بطريركية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة.
وألقى المطران كلمة حملت عنوان: "بميلاد المسيح يشرق فجر الخلاص"، واصفا المسيح بأنه أمير السلام، وأن ولادته تذكر الجميع بأهمية السلام والحاجة الماسّة إليه وخاصة كلّ الشعوب المضطربة والتي تعيش في أجواء صعبة، وتلك التي تنهشها الحروب وترتفع فيها وتيرةُ العنف والنزاعات، وتتفاقم فيها مأساة الفقر والظلم والتهجير، ويتصاعد عدد القتلى والجرحى والمهجرين، التي تتوق للسلام.
وقال كريكور: "احتفالنا بعيد ميلاد السيد المسيح، هو احتفال بالإيمانِ والرجاءِ والسّلامِ والمحبّةِ على الأرض فالنشيد الملائكي الذي أنشد أثناء ولادة المسيح، هو وعد ينعش فينا الأمل بغدٍ أفضل، ويفتح أعيُننا على فجر جديد وحياةٍ جديدة، وهو أيضا نداء يدعونا إلى شحن همتنا وحماسنا واندفاعنا لبناء السّلام العادل والدائم لكلّ البشر، وترسيخ أواصر الأخوة والعيش معاً بعيدا عن التعصب والتطرف وأعمال العنف".
وتابع: "وهو عنوان مشروع حقيقي طويل الأمد، تجسَّد في السيد المسيح ويتطلب أن يتجسَّد في قلب كلِّ إنسانٍ لكي يعمَّ السّلام الحقيقي في العالم، وهذا المشروع السماوي هو الأمل الوحيد للخلاص والخروج من حالة القلق والخوف والاكتئاب التي يعيشها الناس بسبب الحروب والإرهاب والاقتصاد المتردي والسباق إلى التسلح الفتاك".
وأضاف مطران الأرمن الكاثوليك موجها كلامه للمسيحيين: "الميلاد بُشرى فرح ورجاءً يدفعنا إلى جعل الآمنا المشتركة قوة دافعة للتغيير في داخلنا وفِي محيطنا، ويجعلنا نتشبث بالحياة ونتمسّك بأرضنا وبالبقاء فيها، وينعش رغبتنا في العمل والتعاون مع إخوتنا المواطنين الآخرين الطيبين".
ولفت كريكور: "الميلاد يهدف إلى ارتقاء الأنسان والإنسانيّة والكون بأجمعه إلى حياةٍ جديدة، ومستقبلٍ أفضل، لذلك بات ضروريا أن يعمل المسؤولون على مستوى العالم على تحقيق الوفاق والوئام وبناء دول مدنية حقيقية تحترم قيم المواطنة وحقوق الإنسان أيا كان، وتعيد النظر في المناهج التربوية القائمة وإرساء ثقافة جديدة، ثقافة التنوير والأخلاق الحميدة لكي تصبح قيما يتأسس عليها كل مجتمع سليم".
واختتم مطران الأرمن كلمته، بالمطالبة بتكثيف الصلاة من أجل وقف الحروب والآلام التي يُعاني منها الناس وخصوصاً في الشرق الأوسط، وفي كل مكان من بقاع العالم.
ودعى كذلك المسؤولين في العالم إلى أن يتحركوا بعزم في إرساء أسُس السّلام والعدالة وحماية حياة الناس وكرامتهم، معربا عن أمله بأن يكون ميلاد المسيح منعش لآمال جميع الشعوب لتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل والتلاقي والتعاون في إطار من الوحدة والتنوع لبناء أسُس متينة لمجتمع يخدم الوطن ويشرفه.