حياتها «اتشقلبت» بعد وفاة أبيها ونفسها تحج.. الحاجة «صفوت»: مش عايزة أكون تقيلة على حد
الحاجة «صفوت»
ودعت عامها الـ70 منذ أيام، تعيش بمفردها داخل غرفة فى منزل مشترك آيل للسقوط، تفوح منه رائحة كريهة ينفر منها كل من يمر من أمامه، تشكو همها وحزنها الثقيل الذى يسبق عمرها بسنوات كثيرة للحيطان، إنها صفوت إبراهيم، سيدة، تعانى من الوحدة والحرمان بداية من طلاقها وحرمانها من ابنتها الوحيدة بعدما أخذها الزوج لتعيش مع زوجته الجديدة، وتعيش وحيدة بعد وفاة والدتها وتعانى من أمراض مزمنة وتنتظر ساعة الرحيل.
قصة «صفوت» ترويها العجوز بالدموع فتتحدث تارة عن معاناتها ثم تتوقف لالتقاط أنفاسها، وتعود بالذاكرة فى رحلة «فلاش باك»، لتتذكر حين كانت تعيش مع والدتها لخدمتها ورعايتها ثم من بعدها شقيقها «المشلول»، حتى غادر الاثنان الحياة وتركاها بمفردها للوحدة والمرض، لكنها لم تمل من البحث عن ابنتها الوحيدة حتى وجدتها وبدأت تزورها من وقت لآخر، وترفض بشدة أن تعرف مكان سكنها المتواضع خجلاً من أحفادها وزوج ابنتها وقالت باكية: «لما باشتاق لها باروح لها، مش عايزاها تيجى هنا».
رغم إمكانياتها المالية الضعيفة استأجرت مكاناً جديداً للخروج من محل سكنها القديم المنفر، تدفع فى المكان الجديد 350 جنيهاً إيجاراً شهرياً، ليكون جاهزاً لوداعها فى يومها الأخير بالحياة وقالت: «عشان لما أموت أتغسل فيه، هناك مفيش مية والحتة كانت ضيقة أوى»، تحافظ على أداء فروضها وتدعو الله فى كل وقت بحسن الخاتمة».
«صفوت» تحكى أنها رأت العز فى شبابها ودلّلها والدها كثيراً وأحسنت والدتها تربيتها من بعده وشالت الحمل عنهما فى شبابها لكن حياتها انقلبت رأساً على عقب، وتابعت: «شفت غلب ومرار وعيشة تقرف، وأعانى من أمراض القلب والكبد والمرارة، قالوا لى لازم لك عملية فى القلب خفت أعملها وعايشة مستنية يوم وفاتى».
رغم كل هذه المعاناة ما زالت السيدة السبعينية تصنع أكلها بنفسها قدر استطاعتها، وتذهب للسوق لشراء ما تحتاجه من معاشها الشهرى البسيط، لا تثق فى أحد، لذا ترفض العزائم، حتى فى شهر رمضان تصوم وتفطر بمفردها، تشتاق لأحفادها لكنها لا تحب أن يروها فى ضعفها، وعنهم قالت: «هما نور عينى ونفسى أعيش وسطيهم بس مابحبش أكون تقيلة على حد، وحلمى الأخير هو أداء فريضة الحج برفقة ابنتى، نفسى أزور النبى قبل ما أموت».