رفض الزواج لخدمة والدته وشقيقته.. «عم عبدالله»: «حسيت بالوحدة لما ماتوا»
عبدالله إبراهيم
رفض الزواج لخدمة أمه ومن بعدها شقيقته، حتى سرقه العمر ومضى قطار الزواج وأصبح مسناً يعيش بين أربعة جدران، يشكو لها وحدته وآلامه، عم عبدالله إبراهيم، الذى كان يعمل حداداً مع ابن عمه، ودع مهنته بعد تراجع صحته وتقدم عمره، حتى رقد فى المنزل بعد أن اقترب من عامه الـ70.
يعبر عن ندمه الشديد من عدم زواجه وحرمانه من السند والونيس فى أيامه الأخيرة: «لما حسيت إنى هكون عالة على ابن عمى سبته وبتعب لما افتكر إنى متجوّزتش»، يحكى أن والده توفى وتركهم صغاراً ربتهم الأم وأفنت عمرها من أجلهم، فقرر أن يتبرع بكل وقته لخدمتها ورعايتها حتى نسى نفسه: «ما حستش بالوحدة غير لما ماتت»، كان يعتبرها كل حياته واستغنى عن كل شىء من أجلها وسخر راتبه لعلاجها وطلباتها، رافضاً الزواج خوفاً من التقصير فى حقها: «كان نفسى يكون ليّا زوجة وولاد يشيلونى فى كبرى، تفكيرى كان غلط».
حياة قاسية تخلو من ملذات الحياة، بلا طعم يأكل حتى يعيش ويدور فى الشوارع حتى تغرب الشمس ويعود لغلق عينيه ويستيقظ ليكرر نفس السيناريو فى اليوم التالى: «ربنا هو المتكفل بيا مليش غيره»، يشتاق لحديث شقيقته «سنية»، ومائدة الطعام التى كانت تعدها بنفسها وليالى الشتاء التى كانت مليئة بالحكايات وذكريات الماضى: «عمرى ما تخيلت إنها هتموت، غيابها كسرنى وعجّزنى أكتر»، يعيش على الجبنة القريش وشوربة الخضار التى يطلب من الجيران إعدادها له بسبب تضخم بطنه وآلامه المستمرة: «لما بحس بالوحدة باتصل على أخويا أحكى معاها، بشتاق للناس بس محدش بيشتاق لى».