بين زخم الأدوية والعقاقير الطبية والكيميائية، وجلسات العلاج، التي يجد فيها الأطباء سبيلًا لراحة مرضاهم، وبين جشع الأطباء و"سبوبة" الصيدليات لاستغلال المرضى واستنزافهم في دوامة الدواء، استخدم الطبيب الفلسطيني آلية جديدة في العلاج لتعزيز فعالية الشفاء، في "روشتة" وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الروشتة السحرية"، دون الاضطرار إلى استخدام العقار الطبي.
"السفر لمدة أسبوع إلى إحدى الدول الجميلة، فاجئ زوجتك بهدية بسيطة وسوف يكون أسبوعك رائعًا، ابتسم" بهذه النصائح الثلاث، قدم الطبيب الفلسطيني صلاح الدين محاميد، المتخصص في طب الأسرة والعائلة، الروشتة العلاجية لمريض وزوجته يشكوان من التعب والإرهاق الأسري، حيث قال الطبيب في حديثه لـ"الوطن": "كانت هذه ليست الزيارة الأولى للمريض، وبحكم تخصصي واطلاعي على العلاجات السلوكية والنفسية، عرفت أن العلاج ليس دوائيا".
فاجأ الطبيب بهذه "الروشتة" رجل الأعمال الخمسيني وزوجته، حيث كانت طبيعة عمل المريض والضغوطات والأشغال اليومية تجعله يغيب عن المنزل كثيرًا، ما سبب الجفاء والفتور بينهما، فوجد "محاميد" في نصائحه حلًا فعالًا لإعادة الحياة والسعادة الزوجية للأسرة، فيقول: "كانت الروشتة مفاجئة ليهم وكان رد الفعل سعيدا جدًا من خلال الابتسامة وتغير ملامح الزوجة، حتى ظننت أنها شفيت بالحال".
وطبق الزوجان نصائح الطبيب الثلاث التي أُدرجت في "الروشتة"، حيث لاحظ "محاميد" تحسنًا ملحوظًا من وقت الزيارة، ظهرت نتائجها على وجهيهما وملامحهما "الزوجين جاءوا لعندي بالعيادة حتى يشكروني بعد تطبيق بنود الروشتة الثلاثة".
وأكد "محاميد"، المحاضر بجامعة صفد وحيفا، والذي يعمل في مجال الطب وتعديل السلوك منذ 6 أعوام، كما يعمل بصندوق مرضى "مكابي"، أن هناك نسبة من 40 إلى 50% من زيارات طبيب العائلة تندرج تحت المشكلات الإحساسية أو النفسية، حيث يقول "محاميد" إن هذه الروشتة تناسب الجميع وليس المرضى فقط، مؤكدًا أن جميع الشعوب في الوطن العربي تطمح للسعادة وتغيير جو الأسرة والمنزل.
كان انتشار الروشتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سببًا في تلقي "محاميد" عددًا من رسائل المتابعين الذين اتبعوا التعليمات والنصائح التي نشرها عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، فيقول "أرسل لي الأصدقاء وغير الأصدقاء أنهم اتبعوا تعليمات الروشتة، حتى منهم من سافر خارج البلاد وكان هذا شيئًا سعيدًا بالنسبة لي".
كان "محاميد" دائمًا ما يقدم الكثير من النصائح المشابهة للمرضى في العيادة، ولكن كانت هذه المرة الأولى التي يترجمها في نصائح على هيئة "روشتة"، حيث يؤكد أن أغلب المرضى تحتاج لهذا العلاج النفسي وتعديل السلوك بجانب الأدوية العلاجية، كما أضاف أن هذا العلاج كثيرًا ما لاقى تحسن مرضاه على مدار سنوات عمله بمجال طب الأسرة "أغلب الحالات بتتحسن على هيك نصايح، ولكن بيحتاجوا زيارة دورية مرة شهريًا أو مرة كل أسبوع أو أسبوعين لمتابعة فاعلية العلاج".
ومن أغرب التعليقات التي تلقاها "محاميد" عبر صفحته، إعجاب متابعيه بالخط المكتوب في "الروشتة" والذي لم يعتده الأطباء في كتابة "الروشتات"، كما انهالت عليه التعليقات من أزواج وزوجاتهم، معبرين عن فرحتهم بهذه النصائح "لقيت زوجات كتير بتعمل إشارات لأزواجهم في التعليقات، وبيحكولهم إنه احنا كمان بدنا مثل هيك نصائح".
