"الفيديو جيمز" أو الألعاب الإلكترونية، البعض ينتقدها اعتقادًا بكونها تؤثر بالسلب على ممارسيها لمحتواها العنيف الذي يصل في بعضها إلى القتل وإراقة الدماء، أو الوصول إلى حد اعتيادها وإدمانها وقضاء الكثير من الأوقات في ممارستها، إلا أنه للعملة دومًا وجه آخر، يحمل عادةً صورةً مغايرة للأول، حيث يرى الكثير من ممارسي الألعاب الإلكترونية أنهم قادرون على الخروج بالعديد من المكاسب والفوائد منها، واستغلال وجهها المضيء.
محمد أسامة صاحب الـ20 عامًا، "جيمر"، كما أطلق على نفسه، منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، قال إن الألعاب ساعدته بشكل أفضل على الحفظ، لأنه في بعضها كان يجب حفظ المعلومات بسرعة وتسجيلها لتساعده في إتمام مهمته داخل اللعبة، كما أنه بدأ في البحث عن بعض معاني الكلمات الإنجليزية التي كان لا يفهمها في الألعاب عبر الإنترنت، ما أكسبه حصيلة لغوية من المفردات.
{long_qoute_1}
"بشغل أوقات الفراغ اللي ممكن أستغلها في حاجات تانية وحشة الشيطان ممكن يوسوسلي بيها" هكذا عبَّر الشاب محمد أسامة عن سبب آخر لحبه للفيديو جيمز، حيث تشغل الألعاب تفكيره عن الانصراف نحو أفعال ضارة كإدمان المخدرات على سبيل المثال.
"الألعاب الأونلاين ساعدتني أتعرف على ناس من عمري وبقوا أصدقاء مقربين مع الوقت" هكذا بدأ الشاب الأردني أحمد فحماوي، البالغ من العمر 19 عامًا، حديثه عن استفادته من ألعاب "الفيديو جيمز"، حيث يرى أن التعرف على أشخاص من أحد الجوانب الإيجابية في الألعاب، بالإضافة إلى كونها متنفسا في حالة الضغط، لأنه يندمج مع الشخصية الافتراضية التي يلعب من خلالها ويفكر بعقلها، ما يساعده على التغلب على الحالات النفسية السيئة.
{long_qoute_2}
"بتساعدك على قتل الوقت بدل ما أستخدم أي مخدر"، هكذا وصف محمد وجدي، صاحب الـ19 عامًا، فائدة ممارسته الألعاب الإلكترونية، ولم يكتف بهذا فقط، حيث يرى أنها رفعت من سرعته البديهية ومهاراته في حل المشكلات.
تحدث "وجدي" عن لعبة تدعى "فوتبول مانجر football manager" التي تدور حول عالم تدريب كرة القدم، وتحاكي الواقع بشكل كبير جدا، "اشترى نادي إيفرتون الداتا الخاصة باللعبة للتعرف على المواهب قبل التعاقد معها"، يضيف محمد وجدي لـ"الوطن"، موضحا طبيعة اللعبة.
تأثير الألعاب ربما يصل لمناطق أخرى، فإعجاب مصطفى أحمد البالغ من العمر 22 عاما، بالألعاب منذ صغره، جعله يتعمق في متطلبات تشغيلها مثل كروت الشاشة وقطع أجهزة الكمبيوتر "أخدت خبرة في كروت الشاشة وبقيت أتعامل مع برامج تانية".
{long_qoute_3}
أما الشاب السوري مجد عصفور صاحب الـ22 عامًا، وهو "جيمر" منذ 15 عامًا، يرى أن الألعاب تجمع بين كل الفئات، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة أو اللون، لأنها عالم آخر بعيد عن عالمنا الواقعي.
وعلى جانب آخر، يرى الشاب الجزائري رامي مرازقة، صاحب الـ17 عامًا، أن هناك جزءا من الاستفادة من الألعاب الإلكترونية يقع على عاتق العائلة، حيث يمارس البعض الألعاب التي تحتوي على قتل وعنف مثل God Of War وThe Last of us، ولكن بسبب غرس عائلته بداخله "الوعي" كما وصف، لم يتأثر بتلك المشاهد.
أعطى مرازقة، مثالًا على الألعاب التي تفيد ممارسها، وهي لعبة Assassin's Creed وهي لعبة حربية أشبه بعمل درامي تدور أحداثه في عدة حضارات مثل المصرية وعصر الدولة العثمانية، وأجزاء أخرى منها كانت خلال الثورتين الفرنسية والأمريكية كما وصف.
"أساسنز كريد أوريجنز"، هي واحدة من أهم الألعاب وأفضلها على مستوى العالم، صانعها هو الشاب العراقي أشرف إسماعيل، الذي أخذ لاعبيها في رحلة تاريخية بمصر الفرعونية على ضفاف النيل، ثم تُستأنف الرحلة في الجيزة والإسكندرية والفيوم، وكأن مصر القديمة تمر أمام مستخدمي اللعبة، حتى اللحظة التي تنتهي بالعودة للعصر الحديث والقرن الـ21.
"أساسنز" ليست اللعبة التاريخية الوحيدة، فهناك أيضًا Battlefield 1، وهي لعبة تتضمن عدة أجزاء، منها جزء خاص تحديدًا بفترة الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى، ورحلة حول الدول والمدن التي دارت بها تلك الأحداث، من فرنسا وجبال الألب، حتى مدينة السويس المصرية وشبه الجزيرة العربية، وفقًا للموقع الرسمي للعبة.
تعليقات الفيسبوك