جريمة الـ"10 دقائق".. البطل مراهق والضحية عجوز والدافع "300 جنيه"
صورة ارشيفية
"60 دقيقة"، كانت المدة الزمنية التي فصلت في حياة موظف على المعاش، حيث غادر نجله إلى شقته بمنطقة بولاق الدكرور، متوجها إلى الكنيسة وعندما عاد بعد ساعة عثر على والده "طلعت"، 65 سنة مقتولا بجرح ذبحي في الرقبة وطعنة في الصدر، وسرعان ما توالت الأحداث وانتقل فريق من مباحث الجيزة، بصحبة النيابة العامة إلى مسرح الجريمة، شقة سكنية مكونة من 3 غرف وصالة وحمام، بعقار مكون من 4 طوابق بمنطقة أبو قتادة ببولاق الدكرور، للوقوف على ملابسات الحادث.
ذكرت التحريات أن المجني عليه يدعى "طلعت"، موظف على المعاش يقيم بصحبة ابنه في "الشقة"، وأنه يتمتع بسمعة طيبة وليس له أي عداوات أو خلافات شخصية مع أحد، الجيران والشهود أكدوا أنهم لم يسمعوا أي صوت استغاثة في وقت معاصر للجريمة.
وقال نجل الضحية أثناء مناقشته أمام رجال المباحث أنه شاهد شاب يهرول مسرعا من مدخل العقار وكان معه هاتف والده، وحاول الإمساك به إلا أنه فر هاربا.
وجاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أنه عقب وصول قوات الشرطة إلى مسرح الجريمة، تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، واختفاء هاتف المجني عليه مما يشير إلى أن الجاني "المجهول"، تسلل لـ"شقة" لسرقتها وأثناء ذلك شاهده الضحية فأسرع وقتلته وسرق مبلغا ماليا من حافظة نقوده وهاتفه وفر مسرعا، بينما كانت القوات تحت قيادة اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد أسامة عبد الفتاح رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والعقيد شامل عزيز مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور والعقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث غرب الجيزة، في مسرح الجريمة لإنهاء المعاينة ومناقشة الشهود، حضرت النيابة العامة التي ناظرت جثة الضحية وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وعقب ذلك.. أمر اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بتشكيل فريق بحث وتحر لكشف ملابسات الواقعة، وبدأ فريق المباحث تحت قيادة اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بفحص المترددين على العقار، ومراجعة الكاميرات، وتوصلت التحريات بعد مرور 48 ساعة إلى هوية مرتكب الواقعة.
وتبين للواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث أن المتهم، جار المجني عليه وأنه يعمل سائق تروسيكل، وتم استئذان النيابة العامة وألقي القبض عليه، وذكر محضر الشرطة أن المتهم 16 سنة واعترف بارتكاب الواقعة، قائلا، "أنا كنت رايح لعمو طلعت.. قلت هو في الكنيسة دلوقتي.. روحت عشان أسرق شقته لقيته في وشي.. ضربته وأخدت 300 جنيه كانوا معاه وسرقت تليفونه.. كله ده مكلمش 10 دقايق وهربت".
ما جاء على لسان المتهم سجلته القوات، وأمر اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التي باشرت التحقيق.
ومثل المتهم أمام محقق النيابة وشرح تفاصيل الواقعة، ومثل الجريمة، وسجلتها النيابة بالصوت والصورة، وأصدرت النيابة قرارا بحبسه على ذمة التحقيقات.