الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد.. والبابا يدعو للصلاة من أجل مصر
قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة الأرمن الأرثوذكس بمنطقة رمسيس
يحتفل الأقباط، اليوم، بعيد الميلاد المجيد، حسب التقويم الشرقى، وسط إجراءات أمنية صارمة وحراسة مشددة، ومن المقرر، أثناء مثول الجريدة للطبع، أن تُقيم الكنائس قداسات العيد، ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، للعام الثانى على التوالى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقيادات الدولة والشخصيات العامة، وممثلين لزعماء ورؤساء وقادة عدد من الدول.
وأكد الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، فى بيان اليوم، أن افتتاح الرئيس مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح، فى العاصمة الإدارية الجديدة، يعبر عن تضامن الشعب ووحدته فى مسيرة البناء والتعمير.
ووجه البابا تواضروس الثانى رسالة بابوية للأقباط بتلك المناسبة، معلناً الصلاة من أجل مصر وسلام العالم، وقال القمص إبراهام عزمى، مسئول الإعلام الدولى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لـ«الوطن»، إن الرسالة البابوية تمت ترجمتها إلى 18 لغة حول العالم.
وهنأ البابا الأقباط بتلك المناسبة، مؤكداً فى رسالته أن فقدان الإنسان إنسانيته بسبب نقص الحب وكسر وصية الله حتى عاش فى ظلمة واختار أن يعيش فى الفراغ واليأس وانتشرت الخطية فى كل العالم، مشيراً إلى أن من كثرة تعامل الإنسان مع الآلات جف قلبه من الحب وزاد العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الأسرى.
وأضاف البابا: «بعد أن خلق الله الإنسان، أراد له أن يعيش فى إنسانية كاملة، فأعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة، ولكن هذا الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش فى الظلمة، وهذه الظلمة التى نسميها (الظلمة الروحية) عاش فيها الإنسان، وبعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش فى الفراغ واليأس والخطية، ففقد الرجاء وعاش فى الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وانهارت إنسانية الإنسان وصار يجف عنه الحب الذى تعطيه هذه الإنسانية، وأصبح الإنسان جائعاً إلى الحب، وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش فى هذا الفراغ الكبير رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الكبيرة بين أطراف المسكونة».
مطران الأرمن الأرثوذكس يترأس القداس.. وبطريرك الكاثوليك: مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية تعبير عن تضامن الشعب ووحدته
وأضاف البابا: «كان العلاج هو الحب، أن يأتى من يقدم له الحب وأن يأتى حباً فيه، فجاء المسيح يقدم لطفاً وحناناً وحباً، وكان قصده من كل هذا هو أن يُرجع الإنسان إلى إنسانيته، ويؤكد لكل أحد منا أن الله لا يكره إنساناً، هو يكره خطية الإنسان ولكنه يحب الإنسان ذاته».
وتابع البابا: «ولذلك أيها الحبيب فى كل مكان احترس من أن يجف قلبك من الحب، مع أن الأمور العصرية التى نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود حالياً جعل العالم قرية صغيرة، لكن من كثرة تعامل الإنسان مع الآلات، جف قلبه من الحب وازداد ضعفه فى علاقاته وحبه للآخرين وحبه للحياة، وهناك ازدياد فى العنف والجريمة والإرهاب، وفى التفكك الأسرى، وفى الانحرافات المتعددة، كل هذا يحدث بسبب أن قلب الإنسان جف من الحب، ولذلك مناسبة عيد الميلاد هى فرصة ورسالة لكل أحد فينا لأن يأتى ويشبع من هذا الحب».
واختتم البابا كلمته بالقول: «أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد التى نتذكر فيها أحباءنا الشهداء الذين يفرحون أيضاً بوجودهم فى السماء، ونتذكر المصابين ونصلى من أجل شفائهم، ونصلى من أجل سلام العالم كله، ونصلى من أجل بلادنا مصر ومن أجل كل إنسان ومن أجل كل كنيسة ومن أجل كل خدمة، ونصلى أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد، راجياً لكم أياماً مقدسة فى هذا العالم الجديد، وفرحة الميلاد تملأ قلوبكم جميعاً لكى تستطيعوا أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد فى كل المجتمعات التى تعيشون فيها».
ومن المقرر أن يستقبل البابا تواضروس، اليوم، المهنئين بالمقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأشارت الكنيسة إلى أن البوابة الرئيسية سيتم تخصيصها لدخول الإعلاميين وستفتح أبوابها 9 صباحاً ولن يسمح بدخول السيارات إلى داخل الكاتدرائية فى هذا اليوم، مشيرة إلى أن البابا سيستقبل الأساقفة والكهنة ومجالس الكنائس من التاسعة إلى العاشرة والنصف صباحاً، ويكون الدخول بالنسبة لهم من البوابة رقم 4 للكاتدرائية، قبل أن يبدأ البابا منذ العاشرة والنصف إلى الواحدة ظهراً فى استقبال المهنئين بالعيد من رجالات الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية ويكون دخولهم من البوابة رقم 1 المطلة على شارع رمسيس، لافتة إلى أن دخول أقباط كنائس الأنبا رويس والبطرسية سيكون من البوابة الأولى مترجلين من الساعة التاسعة صباحاً.
وترأس المطران أشود مانتسكيان، مطران الأرمن الأرثوذكس، قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة الأرمن الأرثوذكس بوسط القاهرة، أمس الأحد، وسط حضور كبير من أبناء الطائفة وعزف الترانيم، بحضور أحمد إيهاب أمين رئاسة الجمهورية، مندوباً عن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وحضر القداس اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة نائباً عن المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، للمشاركة وتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، وممثلو البابا تواضروس الثانى ووزارة الداخلية وشيخ الأزهر وعدد من السفراء والقيادات الدينية بالأزهر والأوقاف.
وتشهد الكنائس إجراءات أمنية مشددة، خشية وقوع أى أعمال إرهابية، حيث أمَّنت قوات الأمن مدعومة بوحدات من القوات المسلحة، الكنائس، ومشطت الشوارع الجانبية فى محيطها، ومنعت دخول السيارات والدراجات النارية إلى الكنائس أو الوقوف بجوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها، وعززت من الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة حولها، ونشرت خبراء المفرقعات، وركّبت بوابات إلكترونية على مداخلها، وتم زيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.