إذا طرحت سؤالاً مباشراً، من خلال جهة استقصاء علمية ومحايدة وأمينة، على شرائح مختلفة من كتلة الشباب فى دول عديدة من عالمنا العربى، هذا السؤال يقول:
«هل تعتقد أن غداً سيكون أفضل من اليوم»؟
هكذا، سؤال بسيط، غير معقد، بلا «فذلكة» ولا تفاصيل فرعية، يهدف إلى معرفة مباشرة لمشاعر «الأمل» أو «الإحباط» الموجودة عند الشباب الذى يشكل ما بين 62٪ إلى 65٪ من التركيبة الديموغرافية للعالم العربى.
ببساطة، هل تتحسن الأمور أم تسوء؟ ببساطة، هل ترى أن اليوم يَعِد بغد أفضل أم بغد أكثر سوءاً؟
من المهم أن نعرف أرصدة البنوك المركزية لبلادنا وتطور الاحتياطيات فيها، ولكن الأهم -من وجهة نظرى المتواضعة- هو رصيد الأمل وسقف الحلم ومنسوب الصعود أو الهبوط فى تفاؤل أو تشاؤم الجماهير بما هو آتٍ.
فقدان الأمل أو تراجع الحلم أو ارتفاع حجم خيبات الأمل يشكل عاملاً أساسياً فى قرارات الشباب بالبقاء فى الأوطان، أو الوقوف أمام السفارات الأجنبية طلباً للهجرة.
فقدان الأمل يؤثر فى المستثمر المحلى وفى حركة البناء والتشييد وحركة البيع والشراء.
فقدان الأمل يؤثر فى اتجاه حركة الأموال الشرعية الوطنية، بمعنى هل هى تخرج من الوطن إلى الخارج بحثاً عن ملاذ آمن، أم تعود من الخارج لأنها مملوءة بالثقة فى الاستقرار والتشغيل والربح المضمون؟
ومشروع الأمل ليس مجرد حالة نفسية، لكنه «اتحاد أفكار وجهود موضوعية من الجهات المؤثرة فى الإعلام والثقافة الوطنية والتعليم والمؤسسات ونشاطات التنمية».
وما نشهده هذه الأيام من محاولات إعادة تعويم حالات الإحباط والغضب المصاحبة للربيع العربى يتأثر تماماً بهبوط مؤشر الرضا العام عن اليوم، والتشاؤم والخوف من الغد.