منتجة وممثلة لبنانية، انتقلت للعيش في مصر عام 1923 لتؤسس "آسيا داغر"، شركة الإنتاج الخاصة بها، وهى شركة "لوتس فيلم" التي صارت واحدة من شركات الإنتاج الرائدة في تاريخ السينما المصرية، حتى أن الكثيرين بعدها لقبوها بـ(عميدة المنتجين).
أنتجت آسيا أول أفلامها من خلال شركتها في عام 1929 وهو "غادة الصحراء" الذي شاركت كذلك في بطولته مع عبدالسلام النابلسي وماري كويني ووداد عرفي، و توالت منذ ذلك الحين الأفلام التي شاركت فيها كممثلة ومنتجة ومنها "عندما تحب المرأة"، "بنت الباشا المدير"، "فتش عن المرأة"، "المتهمة"، "أمير الانتقام"، "رد قلبي".
أثارت الفنانة "آسيا داغر" جدلًا كبيرًا في مصر بعد إنتاجها أول فيلم خيال علمي عام 1954 باسم "عيون ساحرة"، ورفضته النقابة في البداية لمناقشته فكرة "إحياء الموتى"، وهو ما قد يتسبب في إثارة الجدل بين المواطنين وإثارة غضب رجال الدين أيضًا، وتصدّت "آسيا" للرقابة قائلة: "كل ما هنالك هو أن التنويم المغناطيسي يجعل الأحياء يغفون ثم يوقظهم"، وتدخل رئيس الوزراء وقتها لحل الأزمة وسمح بعرض الفيلم.
فيلم "الناصر صلاح الدين" كان له قصة مأساوية في حياة "آسيا داغر"، حيث تكلف إنتاجه 200 ألف جنيه، وكان من المفترض أن يخرجه "عز الدين ذو الفقار"، ولكن مرضه منعه من ذلك، ونصحها بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين فوافقت على ذلك، وكان وقتها مساعد مخرج يبلغ من العمر وقتها 26 عامًا.
رغم الإعداد الجيد للفيلم والسنوات الطويلة والإنتاج الضخم، وما عانته "داغر" من الاستدانة ورهن مكان سكنها وسيارتها وبيع أثاث منزلها؛ فإن الفيلم لم يحقق الأرباح المتوقعة له، مما ألحق بها خسارة فادحة أنتهت بإفلاسها والحجز على جميع ما تملكه، وفشل الفيلم لعدم قيام هيئة السينما بالتسويق الجيد له.
ورغم فشل الفيلم، فإن وزارة الثقافة، اعتبرته نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية، وكرّمها وزير الثقافة حينها، ومنحتها الوزارة 3 آلاف جنيه لمساعدتها في سداد ديونها وتعويض جزء من خسارتها.
تدهور الحال وغرقت في الديون، فحاولت "آسيا داغر" الاستفاقة من ذلك الفشل، وفي عام 1967 أنتجت فيلم "اللقاء الثاني" كمحاولة لتعويض خسارتها، ولكن لم يحقق الفيلم أيضًا النتائج المرغوبة، وهو ما أصاب آسيا بالإحباط، فعملت لحساب "المؤسسة العامة للسينما"، وعملت بها منتج منفذ فقدمت ثلاثة أفلام، هي: "يوميات نائب في الأرياف" و"أوهام الحب" و"الشيطان والخريف".
اعتزلت الفن في منتصف الخمسينيات بعد زواجها وإشهار إسلامها، و اكتفت داغر، بعملها في المؤسسة العامة للسينما حتى رحيلها في 12 يناير عام 1986 عن عمر ناهز 78 عامًا.
تعليقات الفيسبوك