أحلام «عم رشاد» بدأت وانتهت على «البلاط»: عامل بس حر
أكثر من 50 عاماً أمضاها «رشاد» فى نفس الورشة
شيب الشعر وتزاحم تجاعيد الوجه، هو ما جناه رشاد إبراهيم، بعد سنوات عديدة فى مهنة «البلاط»، بينما حلمه فى امتلاك مصنع صغير تبدّد للأبد. داخل ورشة متواضعة لتصنيع «البلاط»، بدأ مشواره وهو فى الـ16 من عمره، أحب المهنة وتفاءل بمستقبله الواعد، لكن مرت السنوات، وظل على حاله يعمل بنفس النشاط ضمن مجموعة من الصنايعية، حتى وصل إلى سن الـ70.
«عمرى ما كان معايا إمكانيات، حكمة ربنا أبدأ وأنهى حياتى فى ورشة البلاط، ومفيش اعتراض»، يقولها «رشاد»، الذى يغادر منزله يومياً فى الصباح الباكر، ليبدأ عمله المجهد للفوز بمكسب بسيط: «بجمع الأسمنت والرملة والبودرة، وأضربهم مع بعض وأعجنهم، وبعدها أصب فى القالب، وتانى يوم أحطه فى الميه، وآهى لقمة حلال بناكل من مكسبها».
لا يندم «عم رشاد» على العمر الذى أفناه فى مهنة «البلاط»: «بحب الشغلانة دى، وأكتر حاجة حبيتها فيها هى الحرية، أنا عارف شغلى كويس، وعلى قد اللى بشتغله بآخد أجر، وفيه شغل كتير جالى لكن كان هيقيد حريتى ورفضته».
أصعب شىء فى مهنة «رشاد»، هو الحمولة الثقيلة، حيث يضطر لنقل «البلاط» من مكان إلى آخر: «طول اليوم بشيل وأحط، ودى أصعب حاجة، لكن بحكم السن بعمل اللى أقدر عليه»، ويؤمن بأنه لا يوجد عمل بلا تعب، ولا مجال للشكوى فى مشوار البحث عن رزق حلال: «مبحبش أشتكى، وعارف إنى لازم أتعب طول ما أنا عايش وبشتغل، ولو اللى بيشتغل فى البلاط بيتعب، كمان الفران بيشقى والميكانيكى والسواق والحداد، المهم محدش يشتكى».
علم «رشاد» من مكسب مهنة البلاط، 3 أبناء وابنة: «علمتهم ولسه بشتغل علشان أصرف على مراتى، وماخدش مليم من حد، حتى لو من عيالى، وطول عمرى بحب أصرف من شقايا»، ويتمنى أن يمضى سنواته المقبلة فى نفس المهنة، وتعينه ظروفه الصحية على ذلك.