سكان العمارات التراثية فى «ماسبيرو»: «مصيرنا غامض.. وكل مسئول بكلمة»
مصير غامض للعمارات الأثرية فى بولاق
بين تلال المخلَّفات الناتجة عن هدم عقارات «مثلث ماسبيرو»، تقف 5 عمارات تراثية شاهدة على ما يحدث من تغيير فى المنطقة، الواقعة فى قلب القاهرة، ولا يعرف أحد من قاطنيها هل ستلقى مصير الأبنية المجاورة، وفقاً لتأكيدات مسئولى الحى، أم ستبقى مكانها يحميها تاريخها من معاول الهدم؟، حسبما قال العاملون بالتنسيق الحضارى للسكان.
«العمارة بمدخلين، ومسئولو التراث قالوا مش هتتهد، لكن مسئولى حى بولاق أبوالعلا قالوا المدخل التانى لازم يتهد»، هكذا بدأت سلوى عبدالعاطى، 38 عاماً، ربة منزل، حديثها عن العمارة رقم 68 بمنطقة مثلث ماسبيرو، التى تقيم فيها، موضحة أن السكان الذين تقع وحداتهم السكنية فى محيط المدخل الثانى رفعوا قضية ضد «الحى»، ليمنعوا قرار الهدم، ومن المقرر أن تنظر المحكمة دعواهم الخميس المقبل، الموافق 17 يناير الجارى.
نزاع بين حى بولاق أبوالعلا و«التراث الحضارى» على 5 عقارات يحميها من الهدم مؤقتاً
وأضافت أنها رفضت التنازل عن بيتها، لأنها ترتبط بالمنطقة، وكل حياتها صارت هنا، مؤكدة: «مستحيل أمشى وأسيب مدارس وشغل عيالى اللى هنا».
فى العمارة ذاتها يملك رزق رجب، 61 عاماً، بائع فاكهة، مخزناً يقع فى نطاق الجزء الذى يريد «الحى» هدمه، فيقول: «من أسبوع عرفنا إن فيه 5 عمارات مش هيتهدوا عشان داخلين تراث حضارى، والعمارة دى واحدة منها، لكن الحى عاوز يهد نص العمارة عشان المساحة»، مضيفاً: «يعنى إيه يهدوا نُص البيت ويسيبوا النص التانى، حيطان العمارة واحدة».
وأكد أحد أصحاب المحلات بالعمارة رقم 62، أن التنسيق الحضارى أرسلوا 10 لجان، وجميعها أكدت أن العمارات الخمس تراثية ولا بد أن تستثنى من قرار الهدم، لكن رئاسة الحى تقول إن خطة تطوير المنطقة تنص على هدم كل العقارات.
وأضاف محسن عبدالرحمن، الذى يملك محل «كوافير رجالى» فى العمارة رقم 50، منذ 15 عاماً: «كل يوم بنسمع حاجة جديدة فى موضوع الهدم، يوم الحى يقول لنا هنقعد، ويوم يقولوا هيتهد»، وأشارت ساكنة بالعمارة رقم 18 إلى أنها فرحت عندما أخبروهم بأنهم لن يغادروا المنطقة، لكن فرحتها لم تكتمل بعدما تراجع المسئولون عن كلامهم بعدم الهدم، مؤكدة: «المنظر هنا يخوّف بالليل، كل العمارات اللى حوالينا اتهدت، وجيرانّا من سنين مشيوا».