«أنا الرئيس ولا رئيس سوايا.. وأصوات كل البشر معايا».. ذلك رد المرشح «محمد مرسى» على وصف البعض له بـ«استبن» خيرت الشاطر، واتهامهم له بأنه تبنى مشروع النهضة بتاع «أخوه»، رغم أنه سار على عادة مصرية صميمة؛ فعادى جدا أن يبدّل «اتنين» إخوات فى بدلة واحدة طالما كان مقاسهم واحد. وعنداً فى هؤلاء قدم «مرسى» نفسه للمصريين كـ«رئيس» وليس كمجرد مرشح للرياسة فناداه أخوه «سعد الحسينى» عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة بلقب «رئيس» وأوصاه خيراً بالمصريين وقال له «عليك يا مرسى أن تكون رحيما بالشرطة وجيش مصر الذى حمى الثورة وسيصون انتخابات الرئاسة»!
ومؤكد أن «مرسى» سوف يسمع كلام «الحسينى»، فهو يعرف معنى «سمعان الكلام»، وعندما دعاه الدكتور بديع مرشد الجماعة إلى «بيع» البيعة الإخوانية ليشترى بيعة المصريين رد قائلاً «أقول للمرشد سمعاً وطاعة»!
بدأ «مرسى» يمارس عمله كرئيس دون انتظار للانتخابات، انتخابات إيه اللى حيستناها و«البيعة» فى جيبه، والإخوة على استعداد للنوم أمام اللجان قبل الهنا بسنة. وقد قام رئيس الجمهورية «المرشح للشعب» بزيارة المنطقة الصناعية بقويسنا بمحافظة المنوفية، ولأن المنوفية محافظة «المخلوع» لم ينسَ «مرسى» أن يتفقد مصانع المنطقة بعد الحريق الكبير الذى تعرض له مصنع توشيبا، والأهم أن «الريس» لم ينس أن يرتدى «الخوذة» و«يتصور بيها» وهو يتفقد المصنع ويستمع لشرح العاملين لطبيعة العمل به، تماما مثلما كان يفعل المخلوع.
فى عيد العمال خطب -كما تعود المخلوع- بين مجموعة من قسم العمال بالجماعة، وأخذ يشيد بالأيدى العرقانة والرجلين الشقيانة اللى حتطبب جسد مصر الاقتصادى، ولولا الملامة لهتف له «عمال الإخوان» بالقولة المصرية الشهيرة: «المنحة يا ريس». بس المشكلة إن البعض منهم كان يناديه بلقب «أخ»، وهو أمر يدعو للتفاؤل أن يكون لقب رئيسنا الجديد «الأخ الرئيس»، بس المشكلة إنه حيتشابه مع لقب «الأخ العقيد». وهو فال وحش جداً!
الانتخابات تحصيل حاصل، لذلك كان من الطبيعى أن يبدأ الرجل زياراته ويعطى توجيهاته للانطلاق فوراً، لكنه نسى -من كتر انشغالاته كرئيس- أن يستقيل من حزب الحرية والعدالة. فقد وعد إذا وصل للرئاسة أن يستقيل من الحزب، لكن يبدو أنه تردد حين تذكر فجأة أن برنامج مشروع النهضة الذى يتبناه خلفاً للشاطر هو برنامج حزب الحرية والعدالة. معنى كده إنه لو استقال حيبقى رئيس من غير برنامج!! و«الريس» له عذره إذا تردد فى ذلك؛ فليس من المعقول أن يخلع البدلة اللى مستلفها من أخيه ويتعرى أمام شعبه. الناس قد تفهم من ذلك أن أولى خطوات النهضة تبدأ بتحويل مصر إلى مستعمرة عراة!