مصر وجنوب السودان.. جسر ممتد من التعاون المشترك
الرئيس عبد الفتاح السيسي
وصل مطار القاهرة الدولي، الأربعاء، سيلفا كير مَيارديت، رئيس جنوب السودان في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين، يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فضلا عن مناقشة مستجدات اتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في جنوب السودان.
ويبحث الرئيسان السيسي ورئيس جنوب السودان، الأوضاع في منطقة حوض النيل، والنزاع المسلح في دولة جنوب السودان، والمفاوضات القائمة حول سد النهضة الإثيوبي.
وتعود العلاقات بين مصر وجنوب السودان إلى تاريخ طويل، عندما كانت أعداد من أبناء جنوب السودان يأتون لتلقي تعليمهم في جامعات مصر وأن هذه العلاقات تتطور وتزداد عمقًا على مر الأيام في ظل رغبة الشعبين القوية في تطوير العلاقات بين البلدين، ومنذ استقلال دولة جنوب السودان عن الشمال، حرصت مصر على حسن العلاقة ومتانتها مع دولتي السودان شمالها وجنوبها على السواء.
وتم تبادل زيارات بين مصر وجنوب السودان على مستوى عالٍ والاتفاق على مشروعات تعاون لصالح الشعبين، خصوصًا أن علاقات مصر بالجنوب وأبنائه كانت قوية وطيبة عندما كانت السودان دولة واحدة وقبل أن ينقسم إلى شمال وجنوب.
ومنذ أن أعلنت جنوب السودان استقلالها في 9 يوليو 2011، شهدت تطورات عديدة في علاقاتها بمصر رغم الأزمات التي شهدتها البلدين، إلا أنها حافظت على جودتها، وكانت آخر مشاركات مصر مع دولة جنوب السوادان، خلال مشاركة وزير الخارجية سامح شكري، على المنصة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لمجلس التحرير الوطني التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان، والمنعقد في جوبا، بحضور سيلفا كير رئيس جنوب السودان، ويوري موسيفيني رئيس أوغندا، بشأن التزام الدول الضامنة لاتفاق أروشا لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء لشعب جنوب السودان لدعم الاستقرار السياسي بإيجاد وتوضيح رؤية مصر تقوم على ضرورة تسوية الأزمة من خلال المفاوضات، في إطار الحفاظ على السيادة والتكامل الإقليمي والأمن لدولة جنوب السودان.
ويمثل جنوب السودان أهمية استثنائية بالنسبة لمصر لما يمثله من عمق أمني واستراتيجي، ولعلاقاتنا التاريخية معه الضاربة في جذور التاريخ باعتباره أرض التلاقي والتواصل العربي الإفريقي، وكذلك بما يملكه من فرص وإمكانات واعدة، وتبذل مصر مساعي كبيرة لتوطيد علاقاتها الحالية مع الجنوب في إطار استراتيجية شاملة لتطويرها، من أجل دعم التنمية وتحقيق السلام والاستقرار بين دولتي السودان، حسب البيانات الصحفية.
وكانت دولة جنوب السودان قد قررت إجراء استفتاء شعبي للانفصال عن الشمال، وجاءت نتيجته كاسحة بموافقة 98% من أبناء شعب جنوب السودان بالموافقة على الانفصال، والذي أعلنت نتيجته في فبراير 2011، وتم الإعلان عن دولة جنوب السودان المستقلة في 9 يوليو 2011 وسارعت مصر إلى إعلان دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وذلك في إطار حرص مصر على رغبة أبناء الجنوب في أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم ومنفصلة عن الشمال، واستمرت العلاقة القوية بين مصر والسودان سواء الشمال أو الجنوب، بل وتم تطويرها وتنميتها لتبقى مصر كما كانت دائما مساندة للشعب السوداني شماله وجنوبه.
تحرص مصر وجنوب السودان على أهمية التنسيق بين البلدين في ما يتعلق بحوض نهر النيل، حيث هناك فرصًا عديدة للاستثمارات المصرية في الصناعات الغذائية والاستفادة من الموارد المتاحة في جنوب السودان ، كما أن هناك تنسيقًا وثيقًا مع جنوب السودان لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان والقرن الأفريقي والقارة الإفريقية للتوصل إلى حلول للصراعات بالطرق السلمية.
وشهدت العلاقات المصرية مع دولة الجنوب تطورا كبيرا في أعقاب استقلالها، بدأت بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى في احتفالات إعلان الدولة المقامة في جوبا، وأعلن الوفد المصري خلال الاحتفال حرص مصر على تعزيز العلاقات ودعمها مع الأشقاء في الجنوب.
وفي إطار دعم مصر لدولة جنوب السودان، أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، حرصا على دعم استقرار الدولة، وتسعى مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك في كافة المجالات.