كلام السوشيال ميديا لا يزول بالتقادم.. «الشير» يُحيى الشائعات
صور أعيد نشرها مرة أخرى على السوشيال ميديا
ليس من الضرورى التأكد من صحة المعلومة، طالما أن ناشرها سيدون بعدها كلمة «منقول»، وعلى ما يبدو فإن هذا منطق البعض على مواقع التواصل، الذين يعيدون استخدام صور ومنشورات تخص بعض الأفراد، مضى عليها زمن طويل، لكنها تجدد تحت دعوى «الشير» وكسب عدد أكبر من «اللايك والكومنت»، وإن نفى صاحب القصة الأصلى بعض التفاصيل.
المنشور الأصلى فى 2017 وأعيد إحياؤه فى 2019
فى 2017 التقطت عدة صور لرجل ثمانينى يتحرك فى الشارع، بينما يمسك بيده «مقشة وجردل»، ويتحرك بهما فى الشارع، ومع الصور دونت عدة عبارات، تؤكد أن الرجل كفيف، ما جعل الآلاف يتعاطفون معه، وحين كتب أنه يقوم بمسح عدد من المنازل بمقابل، ليكفى نفسه احتياجاته، كانت مئات المشاركات تتم فى دقائق معدودة: «طبعاً أنا كان قصدى خير لما حطيت الصور فى جروب كبير عشان الناس تساعده» يحكى مصطفى السناوى، الشاب الذى توجه إلى منزل الرجل بعد ذلك وجلس عنده لفترة طويلة، تخللها كثير من النقاش، انتهت إلى مطالبة الرجل بحذف تلك الصور من على مواقع التواصل، لأنها ضايقته كثيراً، ورغم أن الشاب كتب ذلك على بعض المجموعات، إلا أنها لم تأخذ نفس الانتشار، وفى 2018 وبداية 2019 عادت الصور من جديد للانتشار.
يعيش الرجل داخل غرفتين بإحدى حارات المطرية، وكان قديماً يعمل فى البلدية، ومع تقدم عمره وخروجه على المعاش، لم يحب الرجل قط الجلوس فى المنزل، وكان يتجه إلى أحد الأماكن لتنظيفها، كعمل يخرجه من غرفته تلك، ويدفعه للحركة: «أهو ده الشغل اللى باعرفه، وعشان مابحبش قعدة البيت باخرج أشتغل وأرجع الأوضة أريّح» يحكى الرجل الثمانينى، الذى ضعف نظره وسمعه، وكل ما يتمناه أن تختفى كل الصور التى التقطت له: «هو أنا باعمل حاجة غلط عشان يصورونى وينزلونى على النت ده؟!» كانت تلك كلمات الرجل فى 2017، وحتى الآن لا تزال الصور تنتشر، ويعتبر محمود فتحى أحد الشباب الذين تابعوا قصة الرجل أن تلك آفة من آفات «السوشيال ميديا» صعبة التغيير: «يعنى لو اتقال حاجة والناس كدبتها، ماحدش هياخد باله من التكذيب أو التصحيح، وهيفضلوا يشيروا القصة القديمة بتفاصيلها، وعم أيوب مجرد نموذج».