9 أسر يعيشون في خوف وبرد بعد انهيار منزلهم.. والحي: تسكينهم بـ"توشكى"
فرش المدرسة للاسر المتضررة
وسط الصقيع وشدة الرياح التي ضربت الإسكندرية ليومين متتالين، عاشت 9 أسر بإجمالي 28 فردا بعقار شارع نور الإسلام متفرع من شارع مكة بمنطقة الدخيلة غربا، حالة رعب وخوف بانتظار مصيرهم داخل العقار الآيل للسقوط، بعضهم فكر أنها ستكون اللحظات الأخيرة في حياته، ويسلقي مصرعه تحت الأنقاض والآخر يدعو لينجو من هذه الرياح بسلام دون تشرد، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فانهارت سلالم المنزل وأجزاء من الدور الرابع ففروا هاربين إلى الشارع خوفاً من الموت وإنقاذا لصغارهم.
تلقت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية، مساء أول أمس، بلاغا يفيد بإنهيار جزئي لعقار بمنطقة الدخلية غرب المدينة، مكون من 4 طوابق، نتيجة لآثار الطقس السئ، وشدة الرياح حيث سقوط أجزاء من السلالم وأسقف الشقق، ما اضطر الأهالي إلى الخروج إلى الشارع وسط البرد والصقيع وافتراشه لحين إنقاذهم.
وقررت محافظة الإسكندرية، نقل الأسر المتضررة إلى مدرسة حسن صبحي، حيث تم فتح فصول لهم من أجل وضع أسرة لحمايتهم من البرد والرياح، خاصة في ظل وجود أطفال صغار، لحين توفير مسكنا بديلا لهم وتشكيل لجنة لمعاينة العقار، مع توفير بطاطين ووجبات غذائية من قبل مديرية التضامن الاجتماعي.
وتجمهر أفراد الأسر الـ9، أمس الخميس، أمام مقر حي العجمي، وذلك للبحث عن الشقق البديلة ومحاولة تقديم تظلمات من أجل نقلهم إلى مسكن للعيش، خاصة مع عدم قدرتهم على توفير مسكن بديل أو المبيت داخل المدرسة، وفقدان كافة متعلقاتهم الشخصية في المنزل المنهار.
يقول أحمد مصطفى محمود، 38 سنة، إن أسرته مكونة من 4 أفراد، والعقار كان مكون من 4 طوابق وبكل طابق 3 شقق، بإجمالي 14 شقة، ولكن القائمين في العقار 9 شقق فقط، مؤكدأً أنه حدث تصدعات على مدار الـ3 أيام، موضحاً أن اليوم الأول سقط سقف الطابق الرابع والعناية الإلهية أنقذت سكان الشقة الذي سقط سقفها لعدم تواجدهم داخل العقار ساعة إنهيار السقف، وفي اليوم الثالث إنهارت أجزاء من سلم العقار ما تسبب في حدوث شروخات وتصدعات بالعقار، ما انتاب الأهالي خوفهم وظل مفترشين الأرض أمام العقار منذ حدوث الإنهيار الجزئي لعدم وجود سكن بديل من حدوث إصابات أو وفيات.
"ابنتي في الصف الأول الإبتدائي وملابسنا والأثاث داخل الشقة، ومش عارف مصيرنا إيه حتى الآن، إحنا من غير نوم منذ 3 أيام وجميعنا عمالة يومية يعني مفيش دخل بيساعدنا علشان نقدر نعيش"، هكذا حكى "مصطفي"، لـ"الوطن" معاناتهم بعد انهيار العقار.
وطالب بتوفير مسكن بديل من أجل العيش مع أسرته في أمان، مؤكداً أن الجهات التنفيذية بحي العجمي برئاسة المهندس علاء يوسف انتقلت إلى العقار الآيل للسقوط فور استغاثات الهالي، موضحا أنه تم توفير مأوى بديل داخل مدرسة حسن صبحي بالداخلية، ولكن برودة الجو كانت تؤلم 28 فردا.
يضيف محمد علي محمد، 31 سنة: "أسرتي مكونة من 3 أفراد، إحنا شفنا الموت والرعب بعنينا علي مدار 30 دقيقة، فور إنهيار سقف الطابق الرابع حدثت حاله من الهرع والخوف من جميع القاطنين داخل العقار من أجل النجاه من الموت والهبوط إلي الشارع برفقة أسرتنا، وجميع السكان كانت بتساعد بعض من أجل الخروج من الكبوة"، مؤكداً أن الأهالي لم يكن عندهم علم بأن العقار صادر لهم قرار هدم حتي سطح الأرض إلا بعد حضور الحي لمعاينة العقار.
وأوضح أن مالك العقار كان السبب الرئيسي في إنهيار العقار لأنه يمتلك 4 وحدات سكنية وكان يقوم بالتخريب فيهم من أجل سقوط العقار لأن جميع السكان بعقود قانون قديم ولن يسمح لنا بعد ذلك بالمطالبة بحقوقنا، بالإضافة إلى استخدامه عدة حيل أخرى بإنتزاع عداد المياه وتوصيل أسلاك كهربائية بالأعمدة، ما كان يحدث للسكان صعقا كهربائيا.
وتابع: "تم تسكيننا في إيواء مؤقت بمدرسة حسن صبحي لحين توفير مسكن بديل بأحد المساكن"، مؤكدا أن جميع المسؤولين بالمحافظة والحي والنائب مصطفي جمعة، توجهوا إلي محل البلاغ فور الاتصال بهم، مطالباً بتوفير مسكن بديل لأن المعيشة داخل الإيواء صعبة ويشعرون بالبرد.
وقال المهندس علاء يوسف، رئيس حي العجمي بالإسكندرية، إن العقار صادر له قرار هدم حتى سطح الأرض، موضحا أن العوامل الجوية وشدة الرياح تتسبب في حدوث شروخات وتصدعات بواجهة العقار وسقوط السلم الخاص بالعقار، مؤكدا أنه تم توفير إيواء لـ28 فردا من الأسر المتضررة بمدرسة حسن صبحي بمنطقة الدخيلة، بالإضافة إلى توزيع البطاطين والوجبات الجاهزة مراعاة لظروفهم.
وأضاف "يوسف" لـ"الوطن"، أنه تم إعداد فصلين للأسر الـ9، أحدهما للرجال والآخر للنساء، لحين إنهاء الإجراءات لتسليهم الوحدات السكنية الجديدة التابعة لإسكان المحافظة، مؤكداً أنه تم عرض العقار على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، بالإضافة إلى وضع الحواجز الحديدية على العقار للحفاظ على المارة بالطريق العام.
وقال الدكتور محمد نجيب، مدير إدارة بحوث الإسكان بحي العجمي، إن فريقا من إدارة الإسكان توجهوا لموقع الإيواء الكائن بمدرسة حسن صبحي، مؤكدا أنهم حرروا استمارات إخلاء إداري تمهيدا لتسكينهم بمساكن توشكى، طبقاً لتفيذ توجيهات الدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية.