خطرت فكرة إنشاء بنك ادخار للأطفال للطفل خوسيه، عندما كان في السادسة من عمره، بعد أن لاحظ أن العديد من زملائه ينفقون أموالهم على الحلوى والألعاب بدلا من ادخارها لشراء الأشياء المهمة، وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه كان يعتقد أن توفير المال وتقديم الخدمات المالية طريقتان تمكن بهما والديه وغيرهم من البالغين من حل الكثير من مشاكلهما المالية والاجتماعية، لذلك فكر في محاولة مساعدة الأطفال في هذا الصدد، بحسب "سبوتنيك".
بدأ خوسيه التفكير في كيفية زيادة ما يمتلكه الأطفال من مال دون مساعدة آبائهم، لكن عندما أخبر معلمه عن فكرة بنك الأطفال، قيل له أنه في السابعة من عمره ولا يمكنه التعامل مع مثل هذا المشروع، لكنه أثبت للجميع فيما بعد أنهم كانوا على خطأ.
ويتذكر خوسيه بداية فكرته، قائلاً "ظن مدرسي أنني مجنون وأنى طفلا لا يستطيع القيام بهذا النوع من المشاريع، لم يفهموا أننا مستقبل البلاد وحاضرها، ولحسن الحظ، حصلت على دعم مدير المدرسة وأحد الزملاء في صفي، واضطررت لتحمل تهكم وتنمر زملائي على العمل الذي أقوم به.
وقرر خوسيه تأسيس بنك التعاوني لطلاب بارتسيلينا، الذى تقوم فكرته على الاتفاق مع إحدى شركات تدوير المخلفات لتسليمها يوميا كميات من مخلفات الأطفال والحصول في المقابل على مبلغ مالي متفق عليه، من ناحية أخرى اتفق مع زملائه على أن يأخذ منهم يوميا 5 كيلوجرامات من النفايات ما بين أوراق وبلاستيك، على أن يتم فتح حسابات لهم في بنكه الصغير وإيداع المال فيه مقابل النفايات.
وصل الطفل إلى اتفاق مع إحدى الشركات المحلية لإعادة تدوير المخلفات، حيث وافقت على منحه سعرا أعلى من المعتاد لما سيقدمه من مخلفات، ولضمان أن الأطفال هم الوحيدون الذين سيستفيدوا من مدخراتهم، اشترط أنه لا أحد غير العملاء أنفسهم هم من يستطيعوا سحب مدخراتهم، ولا حتى والديهم.
خلال عام واحد بين 2012 و2013، جمع بنك خوسيه 1 طن من المواد القابلة لإعادة التدوير وشاركه نحو 200 طفل في المدرسة، وجذب نجاح مشروعه الكثير من الاهتمام، وبدأ في مرحلة تالية التعاون مع بنك حقيقي في بيرو، لجعل هذا النوع من الخدمات المصرفية في متناول المزيد من الأطفال.
يجتذب ولديه اليوم أكثر من 2000 عميل تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عامًا، ويقدم بنكه مجموعة متنوعة من الخدمات المالية للأطفال، بما في ذلك القروض، والاستثمارات الرأسمالية، والتأمين بالغ الصغر، ويعتقد خوسيه أن غرس ثقافة الادخار منذ الطفولة هو أحد أساليب تشجيع التغيير الحقيقي في بلاده وفي العالم.
تعليقات الفيسبوك