التحريات النهائية: سفاح الشروق ذبح أبنائه وزوجته قبل ممارستها الرذيلة
التحريات النهائية: سفاح الشروق ذبح أبنائه وزوجته قبل ممارستها الرذيلة
سفاح الشروق.. المتهم بقتل زوجته وأولاده
تنشر "الوطن" التحريات النهائية في واقعة مذبحة الشروق، التي سطرها العقيد الدكتور حمدي النهري، رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، والذي قدم التحريات مكتوبة وأعاد سردها أثناء الإدلاء بشهادته في الواقعة كأحد شهود الاثبات.
وقال "النهري" في تحقيقات النيابة: "اسمي حمدي حسن محمد النهري - 49 سنة - ضابط شرطة برتبة عقيد دكتور وكيل المباحث الجنائية لقطاع المال بالإدارة العامة لمباحث القاهرة إدارة المباحث الجنائية - رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة بالإسناد".
س: ما معلوماتك بشأن الواقعة محل التحقيق؟
ج: أنا معلوماتي تتلخص في إنه ورد لوحدة مباحث الشروق بلاغ من الأهالي بمنطقة إسكان المستبقل مشروع الـ63 متر، بمقتل المدعوة منال ناجح إبراهيم والمقيمة بالعقار 97 بالطابق الأول فوق الأرضي، وتبين قيام الأهالي بالطرق الشديد على باب الشقة ظناً منهم أن المجنى عليها على قيد الحياة، وبالفعل تمكنوا من كسر باب الشقة إلا أنه لم يتمكن أحدهم من الدخول للشقة محل البلاغ، حيث تصادف ذلك التوقيت وصول ضابط المباحث النقيب مصطفى شلبي معاون مباحث الشروق والذي منع الأهالي من الدخول، وإذ تبين وجود المجني عليها منال ناجح إبراهيم وأبنائها الأطفال حسين ودعاء ومحمود وحنين كرم محمد عبدالراضى.
وبالفحص والمعاينة، تبين أن الشقة محل البلاغ بالطابق الأول بعد الأرضي في مواجهة الداخل عبارة صالة في المواجهة من الداخل لباب الشقة ومطبخ يسار الداخل مباشرة، وتبين وجود طرقة صغيرة تؤدي إلى الحمام في اليسار وحجرتين أحدهما على يمين الطرقة والأخيةى في المواجهة نهاية الطرقة.
وبمعاينة وضع الجثث الخاصة بالمجني عليهم، تبين أن الجثث جميعها في وضع النوم والبعض مسجى على ظهره والآخر على وجهه، ومرتدين جميعاً ملابس النوم وتلاحظ فصل جميع الجثث عن الرأس وغرقها في الدماء، وتوجد سكين منزلية ملطخة بالدماء بجوار الجثث ويرجع استخدامها في الحادث.
بالمعاينة ودراسة مدلولاتها تلاحظ سلامة جميع منافذ الشقة باستثناء باب الشقة الذي تبين أنه كان محكم الغلق، لولا تدخل الأهالي بالطرق الشديد عليه ما أدى إلى كسر باب الشقة كما تلاحظ أن المجني عليهم في وضع النوم وبملابس النوم وغارقين في دمائهم، كما تلاحظ وجود ملابس رجالي «سروال» و«شورت» أبيض في حمام الشقة ملوثين بالدماء وذلك وجود «فوطة» كبيرة الحكم متعددة الألوان عليها أثار تشبه الدماء.
وتبين عدم وجود أثار بعثرة بمحتويات الشقة، ما يرجع أن الجريمة لم ترتكب بقصد السرقة، كما تلاحظ أن باب الشقة مغلق ما يدل على أن الجاني بحوزته مفتاح باب الشقة أو تحصل عليه مدولالات المعاينة من المعاينة يمكن التوصل إلى مدلولات، وهي أن الحدث ارتكب بقصد الانتقام سواء كان الباعث الشرف أو خلافة أم الحادث لم يرتكب بقصد السرقة في الغالب أن الجاني باغت المجني عليهم أثناء نومهم وأن دخوله مشروع لمكان الحادث أو من المقيمين فيه.
أثناء السير في إجراءات البحث تم التوصل إلى بعض الشهود والذين ساعدوا في اكتشاف غموض الحادث، وتم التقابل مع المدعوة مديحة أحمد علم الدين أحمد، والتي قررت بأن المعدوة جيهان زوجة المدعو صالح سرداح والتي تعمل لديها خادمة، والتي أخبرتها بعدم الحضور اليوم للعمل حيث إنها علمت من المدعوة هويدا سالم عودة سالم شقيقة زوجة شقيق زوجها عودة سالم عودا محمد، بإنها حال تواجدها يوم السبت الموافق 8/9/2018 حوالى الساعة 11 مساءً بمسكن المجني عليها منال ناجح إبراهيم، تقابلت مع زوجها المدعو كرم محمد عبدالراضي والذي أخبرها بأنه تخلص من زوجته وأطفاله سالفي الذكر، وذلك لاكتشافه وتأكده من وجود علاقة غير مشروعة بين زوجته وبين المدعو عودة سالم عواد محمد والذي يعمل لديه.
وجاء على لسان الشاهدة، أن المتهم كرم محمد عبدالراضي هددها بأن لا تفشى السر وإلا قام بقتلها أيضاً، وبدورها بإخبار المدعوة جيهان محمد سلامة بما حدث والتي أخطرت بدورها الشاهدة، كما تم التقابل مع المدعو علي محمود علوش سوري الجنسية وقرر بأنه تم نقل المتهم كرم محمد عبدالراضى من الشروق إلى ميدان رمسيس وذلك بسيارة الشاهد، وأخبره أنه سيقوم بالتوجه للصف إلا أنه لم نجده يحقق ما قام به من جرائم.
وبتكثيف التحريات حول الواقعة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة هو المتهم كرم محمد عبدالراضي مواليد 3 يناير 1975 سمسار عقارات وخفير ومقيم بالشقة ومحل البلاغ، وأصل بلدته تريد أبار الوقف - مركز أخميم- محافظة سوهاج وعليه أمرت النيابة العامة بضبط وإخضار المتهم الهارب كرم محمد عبدالراضي.
وبتكثيف إجراءات إدارة البحث الجنائي وطلب تحريات المباحث حول بيانات كلاً من هويدا وجيهان، وبإجراء التحريات تبين أن المتهم سالف الذكر والمأذون بضبطه هو مرتكب الواقعة وأنه قام بالفرار عقب ارتكاب الجريمة إلى أصل بلدته - أبار الوقف - مركز أخميم- محافظة سوهاج.
وتم التنسيق مع مديرية أمن سوهاج من خلال قطاع مصلحة الأمن العام، وجرى إعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، وأسفرت إحدى المأموريات عن ضبط المتهم وعليه قمنا بإطلاعه على أمر الضبط والإحضار وبما جاء بالتحريات وأقوال الشهود أقر بارتكابه الواقعة على النحو التالى وقرر المذكور بأنه قام بالهروب من السجن من عقوبة الإعدام في أحداث يناير عام 2011 في القضية رقم 2026/2010 جنايات العمرانية قتل عمد والمحكوم فيها حضوري بالإعدام.
ومنذ عام ونصف قام بالإقامة بمنطقة الشروق بالشقة محل البلاغ وتلاحظ له في الشهور الماضية، تغير تصرفات زوجته تجاهه إلا أن شاهد من أيام قليلة المدعو عودة سالم عواد محمد وشهرته عودة سرداح يهبط من مسكنه في ساعة مبكرة، وطلب منه تفسير تصرفه فقرر بأنه كان يقوم بالسؤال عليه وحينما وجد زوجته بمفردها لم يدخل للشقة، إلا أن المتهم «الزوج» شك في الأمر وتفرغ لمراقبة شقته وتصرفات زوجته بأن كان يتظاهر بالذهاب للعمل كخفير لدى المدعو عودة سرداح ويقوم بالصعود لسطح العقار إلى أن تأكد من ذلك بتردد المدعو عودة سرداح على زوجته بشقته في غيابه، وممارسة الرزيلة معه في غيبته.
قرر المتهم أن يوم الخميس الماضي، نشبت مشاجرة شديدة بينه وبين زوجته، حينما كشف لها اكتشافه لتلك العلاقة غير المشروعة فيما بينها وبين المدعو عودة سرداح والذي يعمل لديه المتهم، فطلبت منه الزوجة الطلاق وقامت بسبه والإفصاح والاعتراف عن تلك العلاقة غير المشروعة، فرفض الزوج فهددته الزوجة إن لم يقم بالطلاق، سوف تقوم بالإبلاغ عنه حيث إنه هارب من حكم إعدام فرضخ الزوج لطلبها.
ويوم 6/9/2018، توجه المتهم كرم محمد عبدالراضي وبصحبته زوجته منال ناجح إبراهيم المجني عليها، وبصحبتهما أطفالهما للمدعو خضر عبدالرحمن محمد محمد وشهرته خضر المهدي والمقيم بعمارات التعاونيات عمارة 52 شقة 7 مأذون شرعي المنطقة وتم الطلاق، ودفعت الزوجة 850 جنيهاً للمأذون حصلت عليها من المدعو عودة سرداح والذي كان يؤيد ويبارك ذلك الانفصال، لكي يمارس مع المجني عليها المتعة الحرام والرزيلة.
ومنذ الطلاق وكان المتهم يشعر بالقهر من زوجته وعشيقها عودة سرداح، وعقد العزم على قتل المجني عليها وأطفالها، حيث شك في نسبهم له، رغبة في التخلص منهم وطلب من طليقته الإقامة بالشقة لحين تدبير مسكن آخر، إلا أنه يوم السبت الماضي تظاهر بأنه ذهب إلى العمل في الصباح وقبع على سطح العقار لحين وصول المدعو عودة سرداح، وقضى وقتاً مع زوجته، ولخشية المتهم من عصبية عودة سرداح، حيث إنه من أعراب المنطقة لم يستطيع مواجهته.
وانتظر حتى انصرف، ثم توجه المتهم إلى زوجته وأبنائه، عاقد العزم والنية على ذبحهم عقب تخديرهم، خشية استيقاظهم واستنجادهم بالأهل والجيران.
وقام بالآتي، توجه عصراً يوم السبت 8/9/2018 إلى صيدلية بالسوق التجاري منطقة إسكان الـ63 متر، واشترى شريط برشام منوم بمبلغ مالى ثمانية عشر جنيه، ثم توجه إلى إحدى محلات الأدوات المنزلية بذات السوق ويسمى معرض المصري، وقام بشراء سكين والتي استخدمها في ارتكاب الحادث وعثر عليها بجوار الجثث حين المعاينة مملطخة بالدماء، وعقب تناول الطعام ليل السبت الماضي، قام المتهم بوضع شريط الأقراص بقارورة المياه والتي يستخدمها جميع من في الشقة للشرب، وبالفعل تناولت الأم وأبنائها الطعام ومن ثم قاموا جميعاً بالشرب وراحوا في سبات ونوم عميق.
وقام المتهم ظناً منه أن ذلك يشفي غليله، بذبح الزوجة بداية وقام بفصل رأسها عن جسدها، ثم تناول قطع رؤوس أطفاله غير عابس بمشاعر الإنسانية أو الرحمة، حتى انتهى من تقطيع رؤوسهم جميعاً، وغير ملابسه وترك سرواله و«الشورت» وقام بمسح الدماء أيضاً بالفوطة التي تم العثور عليها، ثم قام بقفل باب الشقة وانصرف.
وحال هبوط المتهم لسلم العقار للشارع للهرب، تقابل مع المدعوة هويدا سالم عودة سالم، والتي حضرت لزيارة زوجته كما اعتادت، فقام بإخبارها بما حدث وطلب منها عدم إخبار أحد وإلا سيقوم بقتلها أيضاً، حيث طلبت منه المذكورة الصعود للشقة لزيارة زوجته فأفصح لها لوجود علاقة صداقة بين طليقته و المدعو عودة.
وكشفت التحريات أن صديقة المجني عليها، تدعى هويدا سالم عودة سالم، مطلقة، ومقيمة مجاورة 47 مربع 2 ث ثان العاشر من رمضان الشرقية، حيث تركت مسكنها وجرى محاولة التوصل إليها، ثم قام المتهم كرم محمد عبدالراضى بالاتصال بالمدعو علي محمود علوش وشهرته علوش، وهو الشاهد الذي جرى سؤاله بمعرفة النيابة العامة صباح يوم الأحد، وطلب منه التقابل معه بالقرب من إحدى المحلات بالقرب من مسكنه وقام بتوصيله لمحطة مصر برمسيس.
وقرر المتهم للشاهد بأنه سوف يقوم بالتوجه للصف لقضاء بعض الأعمال، وتوجه لبلدته أبار الوقف - أخميم - سوهاج ثم اتصل بشقيقه سامي محمد عبدالراضي محمد، والذي جرى ضبطه حين ضبط المتهم، وطلب منه ثلاثة آلاف جنيه وأخبره بأنه قام بالتخلص من زوجته وأطفاله بقتلهم وبالفعل حضر شقيقة وبصحبته سائق يدعى أبوعوف جابر صبرى عبدالصبور وأعطى المتهم ثلاثة آلاف جنيه.
وأضاف المتهم، أن شقيقه كان على علم بهروبه من حكم إعدام في أحداث يناير، وكذلك قام المتهم بإخباره بالتخلص من زوجته وأولاده الأربعة ذبحاً لقيامها بعلاقة غير مشروعة مع صاحب العمل الذي كان يعمل لديه، المدعو عودة سرداح.
وأضاف المتهم، أنه كان يحتفظ بالهاتف المحمول الخاص بالمجني عليها، والذي عثر عليه بحوزته حين ضبطه.