بعد تفاقم الأزمة.. هل تستخدم أمريكا الحل العسكري مع «فنزويلا»؟
دونالد ترامب
بعد تفاقم الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، اليوم، أن الولايات المتحدة تدرس "كل الإجراءات الممكنة" بشأن الوضع في فنزويلا، قائلًا: «إذا تحدثنا عن الإجراءات، التي يمكن اتخاذها، فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وعلق مهدي عفيفي المحلل السياسي، إنه "بالطبع هذا هو الواقع لأن حدوث حرب أهلية في أمريكا الجنوبية ستأتي بتداعيات على الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لأنه ستزداد حركة المهاجرين باتجاه أمريكا".
وأضاف في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، من واشنطن، أن ذلك حدث من قبل، وعندما لوحت واشنطن بذلك فهي تقصد ذلك. وقال عفيفي، إن حكومة "مادورو" أثبتت أنها لا تستطيع إدارة فنزويلا بسبب الانهيار الاقتصادي التي تعيشه فنزويلا، مشيرًا إلى أن هذا سيؤدي إلى الكثير من المشكلات التي ستأتي على الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن البلاد الأوروبية بدأت تعيد النظر للأمر أيضًا بشأن الحكومة الانتقالية.
وقال الدكتور، عاطف عبدالجواد، المحلل السياسي، إن "الحل العسكري مستبعد ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعهد باستخدام كافة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ومن بينها عقوبات نفطية رغم أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى زيادة في أسعار البنزين داخل الولايات المتحدة".
وتابع في اتصال هاتفي لـ"الوطن" من واشنطن، أنه "من الضغوط الدبلوماسية أن دولا أخرى مثل كندا وباراجواي أعلنت بالفعل تأييدها لزعيم المعارضة رئيسا للبلاد، ومن الصعب أن نتصور استمرار الرئيس نيكولاس مادورو في الحكم في ظل ضغوط أمريكية ودولية وخاصة وأن ملايين الفنزويليين فروا من البلاد بالفعل بسبب شك المواد الغذائية وارتفاع الأسعار".
وقال عبدالجواد: "المحك الرئيسي لما ستؤول إليه الأمور في فنزويلا في نهاية المطاف هو موقف الجيش الفنزويلي الذي ما زال يقف مع الرئيس مادورو"، مضيفًا: "رغم أن الرتب العسكرية الصغيرة تؤيد المعارضة للأن الضباط الصغار يعانون من الأحوال الاقتصادية المتردية في البلاد شانهم شأن معظم المواطنين فإن الجنرالات ما زالوا يؤيدون مادورو".
ورأى المحلل السياسي، أن مصير مادورو سيكون رهن عاملين اثنين، الأول هو موقف الجنرالات وهل يتغير؟، والثاني هو مدى الضغوط الأمريكية والدولية ومن بينها عدد الدول الأخرى التي سوف تنضم إلى وشنطن وتعترف بزعيم المعارضة رئيسا موقتا إلى أن تجري انتخابات رئاسية جديدة في غضون شهر، وتابع: "لكن الضغوط الأمريكية سوف تشمل أعمالاً استخباراتية وعلى سبيل المثال فإن الاحتجاجات والمظاهرات الأخيرة في فنزويلا جاءت في أعقاب فيديو باللغة الإسبانية بثه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حث فيه الفنزويليين على الخروج للاحتجاج ضد مادورو، لكن وشنطن لن تلجا إلى حل عسكري مباشر".
وعلق المحلل السياسي العراقي، حازم العبيدي، قائلًا إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لهذا الخيار لأن هذه سياسة راسخة لديها، فكثيرًا ما استخدمت "الحل العسكري" لتحقيق أهداف خاصة بها، بدءًا بأفغانستان، مرورًا بالعراق، انتهاءا بسوريا.