ندوة عن "الأدب والصحافة في ثورة 1919" بمعرض القاهرة للكتاب
معرض الكتاب
قال الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ والأدب بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الحديث عن ثورة 1919 مليء بالتفاصيل، والتاريخ علم والعلم مستقل عن السياسية والدين والمُطلق، لافتا إلى أن الحياة نسبية ولا أحد يحتكر الحقيقة فهي بنت الجدل في الأول والآخر.
وأضاف الدسوقي خلال مشاركته في ندوة بعنوان "ثورة 1919 الأدب والصحافة" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن فكرة الثورة بدأت في نفوس المصريين بعد الاحتلال، وعندما دخلت تركيا الحرب ضد بريطانيا أعلنت بريطانيا الحماية على مصر ومنعت الخديوي عباس حلمي من القدوم على الحكم وعينت حسين كامل باسم السلطان لمنافسة الدولة العثمانية، وأعلنت الأحكام العرفية وتعطلت الجمعية التشريعية.
وأوضح الدسوقي أنه بعد إعلان المبادئ الأربعة لحل المشكلات التي تنشأ بين الدول بعيدا عن الحرب، ولفت نظر المصريين حق تقرير المصير، فضلاً عن الشعوب المغلوبة على أمرها، لافتا إلى أن الأمير عمر طوسون حفيد محمد سعيد باشا فكر في تشكيل وفد للسفر لباريس ونقل قضية مصر للعالم، إلا أن السلطان أحمد فؤاد حذره من ذلك، مضيفاً أن الثورة عبرت عن مشاعر الحزن والغضب إلا أن المعضلة كانت في القيادة السياسية التي لا تولي اي اهتمام لذلك.
وأكد الدسوقي أن فكرة الاستفادة من حق تقرير المصير هي فكرة عمر طوسون إلا أن سعد زغلول أصبح المسؤول عن تشكيل المهمة لكونه وكيل جمعية تشريعية، ووقع خلاف بين سعد زغلول وعبد المقصود باشا بسبب عبارة "تحت راية بريطانيا الراعية للحريات" في مذكراته الاستقلال، مشيراً إلى أن أول من عرف خبر نفي سعد زغلول هم طلاب مدرسة الحقوق بجوار بيت الأمة ومن هنا نظموا الكثير من المظاهرات والاحتجاجات.
ومن جانبها، أشادت الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بجهود القائمين على تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرة إلى أنه يعد من أهم وأقدم المعارض الثقافية في مصر والعالم العربي، مشددة على ضرورة استرجاع كل الإنجازات المضيئة في تاريخ مصر والثقافة العربية في المعرض بصفة مستمرة.
وقالت عبدالرحمن، إن ثورة 1919 استطاعت استقطاب كل الطبقات والتيارات السياسية والانتماءات الدينية، لافتة إلى أنها ثورة شعبية حقيقة وكان شعارها الدين لله والوطن للجميع، مؤكدة أن هناك ارتباطا قويا وعضويا بين الصحافة وثورة 1919، وتعتبر الصحافة هي المرجع الرئيسي في متابعة أحداث الثورة فلا يمكن الاستغناء عن الصحف لأنها هي المشارك التاريخي الذي سجل الثورة وأحداثها.
وأضافت عواطف عبدالرحمن "أن الأجيال الجديدة لم يكن لديها فكرة عن صورة 1919 ومن هنا علينا مسؤولية كبيرة في تثقيف الجمهور بأبرز ما آلت إليه ثورات مصر"، لافتا إلى أن شعب مصر محافظ وقوي إلا أن هناك كثيرا من القيادات السياسية تحاول تحطيمه.
وأوضحت أستاذ الصحافة، أن أثناء ثورة 1919 كان في مصر 19 صحفية، 60% صحف مصرية سواء كانت صادرة عن أفراد أو شركات مصرية، و40% من الصحف "شواب"، مشيرة إلى أن أخبار الثورة طغت على كل صفحات الصحف، واكتسحت جميع الصحف حتى الموالية للاحتلال والتي اعتبرت الثورة في البداية مجرد "هوجة"، مؤكدة أن من ضمن المواقف التي تؤخذ على الصحافة المصرية هي عدم نشر المظاهرات التي قامت بها النساء بسبب تقاليد المجتمع، مشيرة إلى أن الرقابة على الصحف كانت سابقة ولاحقة على النشر وكانت الصحف تصدر بصفحات خالية.
وأكدت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أن ثورة 1919 عملت على تضامن الصحفيين، ومن هنا تم إنشاء أول نقابة للصحفيين لحمايتهم من بطش السلطات في أبريل 1919، وساعدت الجمعية التشريعية على عقد اجتماعاتها، والترويح لتأسيس بنك مصر الذي يشير إلى الاستقلال الاقتصادي، فضلاً عن كون معظم الصحف مسيسة بسبب الثورة، مشيرة إلى أن عطاء الحرية للصحافة في عهد الاحتلال البريطاني ليس حباً في منح الصحف الحرية بل للتعرف على اتجاهات الرأي العام، وانقسمت الصحف على ثلاثة اتجاهات ما بين مؤيد ومعارض ومؤيد ثم معارض للمفاوضات مع الاحتلال البريطاني، مضيفة أنه لم ينجح الاحتلال في استمالة أي صحف لكن الوفد نجح في استمالة بعض الصحف الموالية للاحتلال.
وفي سياق متصل، قال الباحث عبد الله الصاوي، إن صحافة الكاريكاتير في مصر ازدهرت بسبب ثورة 1919، لافتا إلى الحضارة المصرية هي أول من قدمت فن الكاريكاتير، مضيفا أنه في القرن العشرين تحول الكاريكاتير إلى أداة لانتقاد النظام السياسي.