صور ولوحات لتخليد ذكرى بائع فى الدرب الأحمر: السيرة أطول من العمر
صور البائع الراحل تغطى جدران الشارع
روحه الطيبة ومشاعره النبيلة بالإضافة إلى مواقف «الجدعنة» مع أبناء منطقته، دفعتهم إلى تخليد ذكراه بلوحات وصور وكلمات رثاء ملأت جنبات شارع الغندور بمنطقة الدرب الأحمر عبَّروا من خلالها عن وفائهم لصديقهم الأصيل هشام كامل، صاحب أقدم محلات الإكسسوارات بالمنطقة.
علاء الدين كامل، شقيق المتوفى، يروى بنبرة يملأها الرضا والثبات: «الواحد لما بيموت بيكون نفسه حد يفتكره ويدعيله بالرحمة، اتفاجئت بحب أهل الشارع لأخويا، دعواتهم ليه بتفرحنى». وبحسب قوله، فهى المرة الأولى التى يرى فيها هذه الصور الفوتوغرافية التى تم التقاطها لشقيقه وتجميعها فى لوحات: «أول مرة أشوف الصور دى، كل واحد من الجيران كان بيتصور معاه فى المحل الناس كانت بتحبه»، لم يكتفِ الجيران بذلك بل أرسلوا بعض اللوحات لأشقاء المتوفى: «لمسة إنسانية هوّنت علينا كتير جداً».
رحل «هشام» ولكن بقيت روحه وأدواته، احتفظ أخوه بالكرسى الخشبى الخاص بأخيه يضعه أمام المحل ليجلس عليه المارة ويتذكروه بالدعاء: «الكرسى ده بره طول الـ24 ساعة أى حد يقعد عليه لو تعبان من الطريق يريّح ويدعى لأخويا، صدقة جارية على روحه». مواقيت الصلاة كانت مواعيد مقدسة لدى «هشام»، بحسب رواية شقيقه: «كان حريص جداً عليها، اليوم اللى المحل بيتقفل فيه كانت الجيران بتسأل عنه».
اشتهر محل «هشام» بوجود قطة ذات لون برتقالى لم تفارق المكان يوماً، وبحسب رواية «علاء»، فإن القطة فارقت المحل منذ وفاته: «مش موجودة نهائى اختفت، ودى حاجة غريبة جداً»، وحتى يستمر اسم «هشام» مردداً فى المنطقة استقر ابنه على أن يكمل مسيرة والده والعمل فى تجارة وبيع الإكسسوارات الحريمى.