«العيد فرحة وأجمل فرحة».. كلمات ينطقها الصغار ويتغنى بها الكبار من كل قلوبهم تعبيراً عن فرحة العيد، فالفرحة تجعل الكبير يعود شاباً.. إنه يصغر بالفرحة ويكبر ويشيب بالحزن.. وعيد الفطر هو الفرحة الجميلة الرائعة التى شرعها الله لعباده الصائمين القائمين الذاكرين طوال شهر كامل من الامتناع عن كل ما يغضب الله فضلاً عن المباحات.
إنها الفرحة بالطاعة والانتصار على النفس الأمارة بالسوء.. والانتصار على عدو الإنسان اللدود (إبليس)، ولذلك تأتى كل أعياد المسلمين بعد عبادة أو طاعة من طاعاته الكبرى، فالفطر يأتى بعد ركن الصيام.. والأضحى يأتى بعد ركن الحج.
إنها فرحة اليتيم وهو يرى الأيدى تربُت على رأسه وتمسح دمعته.. وفرحة الأرملة والثكلى والفقيرة والمسكينة بمن أقبل عليها يكفكف حزنها ويسن ألمها.
ويسعدنى أن أرسل عدة رسائل بمناسبة العيد إلى بعض أطياف الشعب المصرى.
1- إلى متظاهرى 24 أغسطس..
مصر الآن لا تحتاج لمليونيات لخلع رئيس لم يمكث فى الحكم سوى شهرين.. لسنا بهذا الترف أو الفوضى وإلا عدنا إلى عصر المماليك فى كل شهر حاكم.
لقد أصبح صندوق الانتخابات الآن أسلم وسيلة للتغيير لمن أراده.
ثم إن القوة التى كانت تستند عليها المظاهرة لم تعد الآن فى السلطة.. فلا يركبنكم العناد.. ولئن تراجعتم عن هذه الفكرة الآن فذلك أفضل قبل أن يظهر أنكم أقل عدداً وبأساً وحيلةً وتنظيماً.
2- د.مرسى وحكومته..
لقد أصبحت كل صلاحيات الرئيس الذى كانت للرؤساء السابقين بين يديك، وتستطيع اليوم أن تقنع كل الذين صوتوا ضدك فى الانتخابات بجدارتك بالحكم وعدلك مع خصومك، وأن تُرى شعبك من رفقك ورحمتك ما يتوقون إليه، وأن تحل جميع مشاكلهم بلا استثناء.. فلا حجة لكم اليوم من فلول أو مجلس عسكرى يعوق حركة الرئاسة أو الحكومة.. فاحرص على الالتزام بعهدك والعدل السياسى والعدالة الاجتماعية وإحقاق الحقوق لأصحابها حتى لو لم تكن تحبهم.. وعودة الأمن والأمان إلى ربوع مصر بعد أن طال غيابها.
3- الحركات الإسلامية..
لقد نقلنا الله من ذل السجون إلى تبوؤ قصور الحكم.. وقد صبرت الحركة الإسلامية على ضيق السجون وقهرها.. وعليها اليوم أن تصدق مع الله فى الرخاء والحكم كما صبرت فى الضيق والقهر.. وإن اختبار الحكم أقسى من اختبار السجن.. وأن يزيدوا من تواضعهم للناس وخدمتهم لهم.. وألا تغرنهم كراسى السلطة فيظنوها باقية إلى الأبد.. وعليهم أن يدركوا أن الأنظمة والدول تدوم بالعدل وتزول بالظلم.
4- رسالة إلى الليبراليين:
أن يكونوا دوما مع الصواب ومصلحة الوطن.. وأن يدوروا مع مصالح الأوطان حيث دارت.. وألا يقدموا الخلاف السابق مع الحركة الإسلامية أو الإخوان على مصلحة الأوطان.. وأن يكونوا مع الإسلاميين فى الصواب.. وأن ينقدوهم فيما سوى ذلك.. وعليهم أن يشاركوا الإسلاميين فيما ينفع البلاد والعباد.
5- رسالة إلى الثوار..
لولاكم -بعد الله- ما قامت ثورة ولا تغيرت مصر ولا كان هناك حاكم مدنى.. والآن عليكم أن تنخرطوا فى بناء المجتمع وتنميته وتعلموا أن بناء الدولة أصعب من هدم النظام.. وأن البناء يستغرق وقتا أطول من الثورة.. وأن الثائر الحقيقى هو من يستطيع هدم الفساد ثم يبنى الأمجاد ولا يسأل عمن يقوده ما دام يقوده إلى مصلحة الوطن.. فإن حاد عن ذلك تركه وقاومه.