"مياه وكهرباء ومسجد ووحدة صحية" تلحق أهالي "الخير" بـ"العصر الحديث"
أهالى منطقة الخير بالشلاتين
تنظر إليهم تشعرك ملامحهم بالصدق ووجوه أطفالهم تعبر دائما عن البراءة وعن صفاء الطبيعة، يخافون الوقوف أمام الكاميرات وكأن اختراع الكاميرا يمثل لهم المجهول ويصيبهم بالرعب.. إنهم أهالي منطقة الخير (الجاهلية سابقا) التابعة لقرية "أبرق" بمدينة الشلاتين يقطنها حوالي 50 أسرة على بعد حوالي 50 كيلومترا في الصحراء الشرقية شرق الشلاتين جنوب محافظة البحرالأحمر.
أهالي منطقة الخير يقطنون الصحراء ويعيشون على آبار المياه ومرعى الأغنام ويأكلون الجابوري (عيش يستوي فوق صاج على الفحم) ويشربون الجابنا (حبيبات القهوة محمصة ومطحونة مضاف إليها جنزبيل ويسوي على الفحم).
ويسكن أهالي "الخير" البيوت البدائية، وتحيطهم الجبال وشروق الشمس وغروبها هو ميقاتهم للشعور بآلة الزمن، لم يكتشفوا حتى التكنولوجيا ولم يروا الأجهزة الكهربائية، والجمال هي وسيلة المواصلات المتاحة لهم.
يتزوج أهالي القرية على طريقة الزواج العرفي بمعرفة شيخ القبيلة بدون توثيق رسمي للزواج فإنهم لا يطرقون باب المأذون لأنهم لا يعرفون طريقه ولم يسمعوا عنه من قبل وأقرب ماَذون شرعي يبعد عنهم مئات الكيلو مترات.
أطفالهم بدون شهادات ميلاد ولا يعرفون طريق مكتب الصحة ولا يتلحقون بمدارس ليكرروا التجربة من جديد ويتزوجوا بدون أوراق رسمية ولا توثيق.
مياه وكهرباء ومسجد ووحدة صحية أعادت أهالي (الجاهلية) إلى العصر الحديث، حيث قرر محافظ البحر الأحمر منذ ثلاث سنوات تغير اسم الوحدة إلى (الخير).
أنشأت لهم محافظة البحر الأحمر مدرسة للتعليم الأساسي (مدرسة سعدالدين الشاذلي) بها 22 طالبا وتحوي 3 فصول حتى الصف الثالث الابتدائي ووحدة صحية ومسجدا وبناء 24 وحدة سكنية بديلا عن المساكن البدائية وتم توصيل المياه والكهرباء.
رصدت "الوطن" لقاءهم مع اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، لبحث متطلباتهم، وكان أقصى طموحهم إنارة منازلهم 24 ساعة بدلاً من 20 ساعة في اليوم وزيادة حصتهم من الدقيق وإمكانية زيادة السعة التخزينية للبير الذين يشربوا منه، بينما طالب أحد شباب وحدة (الخير) أنشاء ملعب لكرة القدم.
وطالب محافظ البحر الأحمر الشيخ علي، شيخ القبيلة، بتوثيق جميع حالات الزواج العرفي وتقديم كشف بحالات الزواج والأبناء من هذا الزواج حتى تتمكن المحافظة من استخراج شهادات الميلاد للأطفال والحفاظ على حقوقهم في التعليم والصحة.
يقول صالح، أحد الأهالي، لـ"الوطن"، إنه نشأ في هذه الطبيعة التي توارثها عن أجداده حيث مرعى الأغنام وجلب المياه من الآبار وأكلتهم المفضلة هي السلات (لحم مشوي على الزلط الساخن) والجابوري هو العيش المفضل لهم (عيش يستوي فوق صاج على الفحم) ويشربون الجابنا (حبيبات القهوة محمصة ومطحونة مضاف إليها جنزبيل ويسوي على الفحم)، وعن فوائدها فهي تكسب الجسم الحيوية والنشاط وتقوى الذاكرة وتمنع الإرهاق.
ومن جانبه، قال ممدوح عمارة عضو مجلس النواب عن دائرة جنوب محافظة البحر الأحمر، إن وحدة الخير تابعة لقرية أبرق وتبعد 50 كيلو مترا غرب مدينة الشلاتين وسط الصحراء الشرقية لمحافظة البحر الأحمر ويقطنها نحو 50 أسرة، وقدم الشكر لمحافظ البحر الأحمر على اهتمامه بأهالي مدينة الجنوب.