- العارف بالله هو الذى يشترى بماله دعاء الفقراء وحب المساكين.
- وهو الذى يدرك أن جمال أصابعه ليس بالذهب والماس ولكن بعقدها بالتسبيح.
- العارف بالله هو الذى يحذر دعوة المظلوم ودمعة المحروم.
- وهو الذى يدرك أن ملابسه القديمة ستكون جديدة وجميلة عند الفقراء والمحرومين.
- وهو الذى يعلم أن باب الإجابة لا يغلق بالمعصية فحسب ولكن بالغفلة أيضاً.
- وهو الذى يسامح من يؤذيه لأنه أهدى إليه حسناته.
- وهو الذى يوقن أنه لن يتزوج الطيبة إلا إذا كان هو طيب القلب والجوارح.
- العارف بالله هو الذى يجمع الحجارة التى يرميه الناس بها ليبنى لهم بها بيتاً.
- وهو الذى يطيب خلوته بربه ليطيب الله وحدته وخلوته فى قبره.
- وهو الذى يرى أن أكثر الناس لا يرضون عن خالقهم فيعلم أنهم لن يرضوا عن مخلوق مثلهم، فلا يهمه سوى إرضاء ربه حتى وإن أغضب ذلك الناس.
- العارف بالله هو الذى يعلم أن هناك من هو أفقر منه أو أكثر منه مرضاً وأقل منه مالاً، ولذا فهو يرضى بقدر الله، ويبتسم دوماً لأقدار الله ولا ييأس.
- العارف بالله هو من عرف الله حقاً فطابت حياته وهابه كل شىء، وأنس بالله واستوحش من الناس وأورثته معرفة الله الحياء منه سبحانه وتعظيمه وإجلاله ومراقبته والتوكل عليه والاستسلام لأمره والرضا عنه سبحانه.
- وهو من يستقل كثير المعروف من نفسه ويستكثر قليل المعروف من غيره، ويتم معروفه بإخفائه وتعجيله، ويعيش مع الحكمة الصوفية «إذا صنعت المعروف فاستره وإذا صُنع إليك فانشره».
- ويطيع الله ويخاف عدم القبول، أما أهل الغفلة فيعصون الله ويطمئنون للنجاة.
- العارف بالله هو الذى يعلم أن قطب الطاعات إصلاح السرائر، وقطب المعاصى فساد الضمائر.
- العارف بالله يبذل الندى ويكف الأذى ويتحمل الاعتداء ويعفو عن المسىء.
- العارف بالله هو الذى لا يهوى ما ليس له، وإذا وقع فى معصية فى السر أتبعها بطاعة فى السر فهو يعيش مع قوله «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ».
- العارف بالله يعيش مع ربه، فإذا انكسر سجد داعياً: «يا جبار اجبرنى»، وإذا ظلم سجد قائلاً: «يا عدل انصرنى» وإذا احتار سجد باكياً: «يا بصير أرشدنى» وإذا احتاج سجد ضارعاً: «يا مجيب أجبنى».
- العارف بالله يعلم سنة «الدوران» فى الدنيا، وتعنى أنه سيعود لكل إنسان ما قدم، إن خيراً أو شراً، فهو يحسن ليسعد بعودته إليه مرة أخرى.
- وهو الذى يعلم أن حزنه تغسله دمعة وقلبه تحييه سجدة، وحلمه تحققه دعوة.
- وهو الذى يدرك أن بر الوالدين كفارة للذنوب وأن هناك شقيقين لا يفترقان «بر الوالدين وسعة الرزق».
- الإنسان يكرر دوماً «فاتنى القطار» وييأس، أما العارف بالله فيدرك أن كل القطارات لها طريق عودة، وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة، «ويتوب الله على من تاب».
- العارف بالله يعلم أن الحق فوق القوة، وأعظم من المنصب وأبقى من المال، والحق قديم، والحق أحق أن يتبع، ولا يغره أن أكثر الناس يقدسون القوة التى تدهس الحق وتدوسه بغير شفقة.
- العارف بالله يعيش مع بلال بن رباح وهو يعذب ويئن ثم إذا به يؤذن على الكعبة وعلى منارات الشام، ويتحول بقلبه مع عمار بن ياسر يرى بعينى رأسه استشهاد أمه ثم والياً على الكوفة فلا ييأس من انتصار الحق فى النهاية.
- العارف بالله هو الذى يعيش مع الحق سبحانه منحياً الخلق والناس عن هذه العلاقة، ويعيش مع الخلق والناس بغير نفس «أى لا يدور حول ذاته ولا يغضب لها» ويعيش مع النفس بالمراقبة والمحاسبة.