قبل النسخة الهندية من "هيبتا".. أعمال أجنبية مأخوذة من أصول مصرية
فيلم زقاق المدق
واقعة قد تكون نادرة بالنسبة للسينما المصرية، التي يعتمد بعض صناعها على اقتباس الأفلام التي يقدموها من أعمال أجنبية حققت نجاحا، حتى كلاسكيات السينما المصرية نفسها منها أعمال مأخوذة عن نسخ نصوص أجنبية، ولكن العكس صحيح أيضا، بعد قيام شركة "Bayview Projects" الهندية بشراء حقوق تحويل فيلم "هيبتا: المحاضرة الأخيرة" للمخرج هادي الباجوري إلى فيلم هندي، وهو المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب محمد صادق.
لم يكن فيلم "هيبتا" هو الواقعة الأولى من نوعها، بل سبقها عدد من التجارب السينمائية الأجنبية المأخوذة عن أعمال مصرية بشكل أساسي، ومن أول تلك الأعمال فيلم "Principio y fin" للمخرج أرتورو ريبستاين، المأخوذ عن رواية "بداية ونهاية" للأديب الراحل نجيب محفوظ، إنتاج عام 1993، وسبق تقديمها في فيلم مصري بنفس العنوان للمخرج صلاح أبو سيف، عام 1960.
ومن أشهر الأفلام المأخوذة من أخرى مصرية، الفيلم المكسيكي "Midaq Alley" أو "زقاق المعجزات" إخراج خورخي فونز بيريز، والذي قامت ببطولته الفنانة العالمية سلمى حايك، وهو مأخوذ عن رواية "زقاق المدق" للكاتب الراحل نجيب محفوظ، وتم تقديمها في فيلم بنفس الاسم للمخرج حسن الإمام عام 1963، وقامت ببطولته الفنانة الراحلة شادية.
أعاد "فونز" تقديم الفيلم عام 1995، بالتعاون مع السيناريست بيثنتي لينيرو ليعيد معالجة القصة بالشكل الذي يناسب المجتمع المكسيكي، يتناول الفيلم عدد من القضايا المعقدة منها المثلية لجنسية، والطبقة الوسطى في مدينة مكسيكو سيتي، يتم سرد القصة من ثلاث وجهات نظر "دون رو"، مالك المقهى حيث يجتمع معظم الرجال في القصة ليشربوا ويلعبوا الدومينو، "ألما" (سلمى حايك)، الفتاة الجميلة في الحي، وصاحب المنزل الذي تعيش فيه "ألما" والعديد من الشخصيات الأخرى.
عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي، وحصل على إشارة خاصة في لجنة التحكيم لما وصفوه بـ"جودة السرد الاستثنائية"، وحصد الفيلم عددا من الجوائز من بينهم 11 جائزة آرييل، التي تمنحها الأكاديمية المكسيكية للفنون والعلوم السينمائية، في نسختها الـ37 وكان من بينهم جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج، كما تم ترشيحه لتمثيل المكسيك في النسخة الـ68 من حفل توزيع جوائز أوسكار، في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.