فى الدخول من باب كبار الزوار رفاهية ودلال كبير، تتوافر هذه الخدمة فى المطارات أو أماكن الاحتفالات المهمة والكبيرة، هو مدخل خاص يوفر الوقت والجهد، (معاملة سوبر) متميزة كونها جُعِلتْ للتمييز بين فرد وآخر، على أساس استطاعة مادية أو قيمة معنوية أو مكانة اجتماعية، المهم هو التمييز والدلال والترف وسهولة الدخول بأمان إلى المكان المعنى.
فى باب كبار الزوار تشعر بالزهو والفخر والراحة والاطمئنان، وإن كنت طيباً رقيق القلب فستتمنى أن يدخل الجميع معك من ذات الباب، لكن الحقيقة أن التميز لا يناله إلا المميزون. إن المبالغة بالترحيب وحسن الوفادة والضيافة أمر يبعث على السعادة والزهو لكن.. هناك معنى آخر اخترق دماغى بباب آخر، معنى أعظم للتميز، وباب أهم من كل الأبواب وأدوم وأبقى وأجمل، ومعايير اختيار مرتاديه صادقة عادلة، إنه الباب الأجمل من كل أبواب العالم، باب لا يقدر بثمن، (باب الجنة) والدخول إلى النعيم الأبدى، حيث الرفاهية المطلقة والثواب الكبير والتمييز الحقيقى.. التمييز على أساس حق ومستحق، الأصلح والأتقى والأخلص يدخل من هذا الباب العظيم، بدون انتظار أو أهوال أو عذاب، هو مرور الكرام ودخول العِظام واستقبال الصالحين.. كبار الزوار هنا من كل لون وحدب وصوب، جمعهم صالح الأعمال وطيب النفس، والوفاء والمحبة وفعل الخير وتقوى الله، (منهم فقير الدنيا كثير عذاباتها وحوجها وعوزها، صبر واحتسب ولم يفعل الخبائث والشرور، لم يحقد أو يحسد بل علم أنه امتحان وممر لدار البقاء والجزاء)، ومنهم منعم ميسور الحال علم أن ماله وسهولة عيشه امتحان أصعب وأعقد، فكان حذراً من الدنيا وإغواءاتها، وانتبه أن رزقه ليس له فقط بل لينفق منه فى سبيل الله ويساعد المحتاج ويصنع به خيراً وطاعة ويبتعد عن إغواءات الشيطان وتفاهة المسعى وسطحية العيش دون هدف نبيل حقيقى، إنه باب كبار الزوار الموصل للجنة ونعيمها الأبدى، باب الطاعة والأدب والإيمان، باب الصادقين الصابرين المؤمنين المتصدقين والأوفياء الأنقياء الطاهرين، باب لا يعرف الزيف أو الرياء أو الكِبْرْ.. قال تعالى: «وَفِى ذلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ» صدق رب العزة والملكوت، إنه التنافس الحقيقى والأبقى والأنفع، والرابح به هو من يتقى الله لينعم بنعيم وترف الجنة ولقاء خالق الأكوان.. تفاهات الدنيا كثيرة تخترق القلوب الضعيفة، ومتع الدنيا زائلة واختبارات الدنيا كثيرة، لا ينجو منها إلا من صدق الله وامتلأت روحه بالمحبة والخير والعطاء.. جعلنا الله وإياكم من داخلى باب كبار زوار الجنة والفائزين يوم الفصل العظيم.