«شعبان» دخل السجن «مجرم».. طلع «صنايعى سبَح»
«شعبان» يصنع سبحاً على الرصيف
داخل شارع محمد كريم، بمنطقة المنشية بجمرك الإسكندرية، يفترش الأسطى شعبان عطية، 43 عاماً، الأرض، واضعاً على رأسه «لاسة» تحمى وجهه من برودة الجو، ممسكاً بيده اليمنى حبّة من بذر جوز الهند، وباليسرى قطعة من الصنفرة مثبتة على قطعة خشبية مربعة، متفنناً فى نحت البذرة يدوياً لجعلها حبيبات متساوية الأحجام، للبدء فى تصنيع «سبَح» جوز الهند والزيتون، التى يعتمد فيها على جمع بذور النباتات من الأشجار ومصانع المخللات.
يحكى «شعبان» أنه تعلّم هذه الحرفة خلال فترة سجنه، حيث حُكم عليه بـ15 عاماً على ذمة عدة قضايا منها «السرقة، المخدرات، التحرش»، مؤكداً أنه خرج من السجن مواطناً شريفاً يسعى إلى كسب لقمة عيشه بيده: «خرجت من السجن على قرية المناشى بالقناطر الخيرية لجمع بذور جوز الهند من الحدائق، وجمع بذور الزيتون الأخضر من صناديق القمامة الخاصة بمصانع المخللات للبدء فى تطبيق ما تعلمته داخل السجن».
يقوم «شعبان» بتنظيف ونحت أجزاء من البذور حتى تصبح مثل حبّة الـ«خرز»، مؤكداً أن البذرة مجوّفة من الداخل ليمرر بها الخيط، موضحاً أنه يصنع مسابح ذات جودة عالية وتفوح منها رائحة عطر لأنها من بذور نباتية: «المهن اليدوية مابقتش منتشرة زى الأول، وأغلب السبَح بقت صينى وخرزها من البلاستيك»، مؤكداً أن سبحة «جوز الهند الـ33» تكلفتها 30 جنيهاً، والزيتون 10 جنيهات، و«سبحة الزيتون 99» تكلفتها 35 جنيهاً، مشيراً إلى أنه يمارس المهنة موسمياً حسب توافر البذور.
تعلَّم العديد من المهن الأخرى مثل «ميكانيكى سيارات، خراط، عتال، معمار، صنايعى خردة، عامل غسيل سيارات».