كما توقعنا -للأسف- اندفعت غالبية الدول الكبرى فى طريق العنف المسلح بإثارة النزاعات الإقليمية القديمة بين الدول شرقاً وغرباً وعرباً وأفريقياً وتحويلها إلى صراعات مسلحة تقتل البشر الأبرياء وتقوض أسس وهيئة ومؤسسات الاستقرار العالمى السائد منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.. وتحرك النزاعات المصالح الاقتصادية للسيطرة على موقع الصدارة فى الثروة والنفوذ العالمى.
نرى مع اشتعال الصراع الداخلى على الرئاسة فى فنزويلا تدخلاً عالمياً ضخماً لصالح أحد طرفى الصراع مع تنامى التوتر العسكرى بين فنزويلا وكولومبيا والبرازيل وبينها خلافات تاريخية هامدة.. كما اشتعلت حرب مسلحة سقطت فيها طائرات بين الهند وباكستان وتوقفت مؤقتاً معظم رحلات الطيران المدنية من وإلى منطقة كشمير المقسومة تاريخياً بين الهند وباكستان مع تصريحات نارية إيرانية ضد أفغانستان وباكستان على خلفية حادث إرهابى ضخم على الحدود المشتركة.. ولا يخفى على أحد حجم وطبيعة الصراعات الدموية التاريخية السابقة فى دول المنطقة والتى نجحت جهود الأمم المتحدة فى احتوائها لعشرات السنين.. وتزامن مع ذلك تحالفات علنية وعسكرية بين إثيوبيا وعدد من دول القرن الأفريقى على خلفية التحكم فى ثروة الغاز الضخمة المكتشفة والتحكم فى منابع مياه النيل وتسير فى اتجاه التصادم المتوقع مع دول شمال أفريقيا.
وتترنح مفاوضات التوافق فى اليمن وليبيا وسوريا والسودان مع مطامع علنية استعمارية لدول للسيطرة على البترول والغاز واليورانيوم والثروات المعدنية والطبيعية.. والمستفيد الأول من سقوط السلام فى العالم هى قوى الإرهاب الأسود الدموى المتصاعد الذى يهدد الجميع.
ويبدو أن المتحكمين فى المال فى العالم قرروا نقل مراكز الثروة والتفوق وقيادة العالم سياسياً واقتصادياً من الغرب إلى الشرق لتصبح الصين وحلفاؤها الوريث الأقرب لنفوذ أمريكا وحلفائها وهو ما أغضب الأخيرة فبدأوا بسرعة إشعال المناطق التى يعتمد عليها طريق الحرير وحزامه من الدول التى سيمر بها.. وتوترت دول أوروبا التى يرى معظمها الخطر المقبل وجنحت إلى البحث عن أساليب تحقق بها مصالحها فتورطت فى الصراعات المتصاعدة..
ندعو الله للبشرية بالسلام.. والله غالب.