- الرئيس بوتفليقة له إنجازات كثيرة أهمها إنقاذ الجزائر من دماء وجراح وآهات وآلام «العشرية الدموية» التى قتل وجرح فيها قرابة مائتى ألف جزائرى، وترشحه اليوم لولاية خامسة وقد شارف على الثمانين ولا يستطيع الحركة ولا الحديث ويعيش فى مستشفيات أوروبا ولا يثق فى مستشفيات بلاده، ولا يستطيع أن يحدث الشعب الجزائرى بأى خطاب عام.. هذا الترشح يسىء لبوتفليقة نفسه ويضر تاريخه ويهيل التراب على إنجازاته، والأولى به أن ينقل السلطة سلمياً فى حياته إلى رئيس يأتمنه من داخل النظام نفسه يكون قادراً على إدارة الدولة ويحول بين الجزائر والانزلاق للمظاهرات والعنف، هذا النقل السلمى لو فعله مبارك والقذافى وعلى صالح وبن على فى أواخر حكمهم ما حدثت كل هذه المآسى، وهل الجزائر التى قدمت مليون شهيد عقمت أن تلد رجلاً حكيماً؟!
- العارفون بأحوال السكك الحديدية المصرية يقولون إن معظم جرارات القطارات غير صالحة للسير، المصريون يستحقون سككاً حديدية أفضل وأأمن وأرقى وأسرع من الموجودة، التى تحتاج إلى تغيير منظومتها بالكامل بدلاً من ترقيعها، واستقالة وزير أو محاسبة سائق دون تغيير منظومتها لن يغير من الأمر شيئاً، فقد أقيل من قبل عدة وزراء كانوا جميعاً على كفاءة عالية ومنهم د. الدميرى، ورجل الأعمال محمد منصور وغيرهما وبعد استقالتهم لم يتغير شىء.
المشكلة فى أن الدولة أهملت هذا المرفق الحيوى عبر كل العصور الماضية وتهتم دوماً بترقيع الثوب البالى مراراً حتى تمزق تماماً.
- الشعب المصرى شهم بطبعه وقد ظهر معدنه الحقيقى فى حادث قطار رمسيس المأساوى ورغم الإهمال والتسيب الملحوظ الذى تسبب فى الحادث فإن موقف بعض الشباب الذى سارع بإنقاذ المصابين والنار مشتعلة بهم يعد مفخرة للشعب المصرى كله.
لم يتأخر البطل محمد عبدالرحمن كمال عن إنقاذ الضحايا، لم يكن يملك سوى جركن الماء الذى يغسل فيه أكواب الشاى، اندفع به وكأنه يحمل أعظم آلة إطفاء ينقذ هذا ويذهب إلى آخر لينقذه وثالث ليلقى عليه بطانية ورابع يحضنه لينقذ نفسه، فيقول له: دعنى لأستطيع إنقاذك، أنقذ عشرة اشتعلت فيهم النيران مع زميليه محمد ديب ووليد مرضى.
لم يأبه بصوت انفجار خزان القطار ولم يأبه بالنيران التى تحاصرهم، لم يفكروا فى أنفسهم أو زوجاتهم وأولادهم، فكروا فى غيرهم، وهبوا حياتهم لغيرهم، أحيوا عشرة أنفس، عاشوا على الكفاف ورضوا بالقليل رغم حصولهم على مؤهلات عليا فلم يجدوا عملاً مناسباً فرضوا بعمل متواضع للكسب الحلال، وحينما جاءت لحظة التضحية لم يتوانوا عن التضحية بأنفسهم لإنقاذ غيرهم.
- أفضل ما قالته د. لميس جابر منذ أسبوعين «إن الإعلام المصرى وكأنه ضُرب فى خلاط بقدرة قادر فأصبح صوتاً واحداً».
الإعلام المصرى تحول إلى إعلانات متكررة دون قدح للذهن أو إعمال للعقل أو استضافة علماء ومتخصصين، وحصر نفسه فى موضوع أو اثنين مل الناس منهما، أما الصحافة المصرية فهى تحتضر بحق، ولذلك انصرف الناس عنهما، وهذا خطر حقيقى على الأمن القومى المصرى.
- ليس فى مصر نشاط سياسى من أى نوع ولا حركة حزبية تخلق كوادر سياسية تتدرب فى ميدان السياسة وتتدرج فيها، حتى حزب الوفد الذى صحا مؤخراً عاد للسبات والنوم مرة أخرى، أما كل الأحزاب الأخرى فهى فى حالة موت إكلينيكى، ويكاد العمل النقابى يلحق بالحياة الحزبية فيموت هو الآخر، ولا يكاد يقدم شيئاً جديداً للمنتمين للنقابات المهنية، جناحا الوطن «مؤسسات الدولة من جهة، والمجتمع من جهة أخرى» أحدهما أصبح كسيراً مهيض الجناح.
- لا تعش وعلى عينيك عصابة، وامض بصيراً، فى يمينك «إلى أين» وفى يسراك «لماذا» وابحث عن الدروب غير المطروقة، واجعل مناط سعيك «ما لم يفعله أحد من قبلك».