اللى أوله هدوء وجيران راقية.. آخره إيجارات باهظة
سلمى النجار
أحياء هادئة لا يكاد يسكنها أحد، تغلفها المبانى الفخمة والعمائر ذات الطوابق المرتفعة، تحرُسها سيارات غالية الثمن ويحاوطها الأمن من كل مكان، تتوافر بها الخدمات وتسودها الحماية الكافية التى دفعت «شيماء»، عراقية، للسكن بالقرب من سفارة سنغافورة بالمهندسين، وعلى بعد أمتار قليلة منها توجد سفارة الهند وسفارات أخرى، ما يُشعرها بالراحة والطمأنينة والأمان لها ولأسرتها، فتتناسى قيمة الإيجار الشهرية التى تنفقها، تقول «بدفع ألفين دولار، لو كنت أجرت خارج القاهرة كان زمانى عايشة فى فيلا مش شقة»، تعرف أن الإيجار وسط المدينة مرتفع لكنها مضطرة لقربها من عملها ومدارس أطفالها، «أنا اخترت مكان السفارات لأنه أمان»، معظم سكان منطقتها من الأجانب وموظفى السفارات، وغير مسموح للأشخاص العاديين الإقامة بها، تحكى أنها كانت تتمنى الإقامة فى مدينة 6 أكتوبر أو التجمع الخامس لتنعم بهدوء أكثر داخل حياة «الكومباوند».
يعيش عمر خالد فى زهراء المعادى، داخل شقة تطل شرفتها على معهد تدريب تابع لوزارة الداخلية، يستيقظ على صوت التدريبات فى الصباح، مؤكداً أن المنطقة التى يسكن فيها منذ 3 سنوات خالية من «الدوشة»، وأقرب كشك يبعد عنها بنصف كيلو، يقول: «بندفع فلوس كتير قوى، ويصل إيجار الشقة لـ6 آلاف جنيه، وفى مناطق أخرى مثل وادى دجلة يصل لـ12 ألف جنيه»، لكنه يُشيد بهدوء المكان بعيداً عن البائعين الجائلين والسيارات والزحام، يضيف: «رغم غلاء الأسعار حيث يصل سعر الشقة الواحدة لأكثر من مليون و300 ألف، لكنه أحسن».
«سلمى»: «أكتوبر كانت الحل الأنسب بعد استقرارى فى مصر».. و«عمر»: باحب الهدوء والأمان رغم غلاء الأسعار
ظلت سلمى النجار تبحث عن سكن مناسب لها فترة طويلة حتى استقرت على حى بمدينة 6 أكتوبر يذكرها بالحياة التى كانت تعيشها خارج مصر منذ طفولتها، قبل أن تقرر العودة لاستكمال دراستها، عاشت لمدة عامين بمفردها ثم انضمت لها أسرتها، والديها وشقيقيها الأصغر، تضيف: «كلهم دكاترة ومستشارين ومهندسين وناس متعلمة كويس، عمرى ما هلاقى فيهم حد بيمثلى خطر بعكس المناطق الشعبية».