تقرير يكشف جهود كازاخستان لحفظ الأمن في المناطق المشتعلة
ارشيفية
قال تقرير صادر عن وزارة الخارجية في كازاخستان بالتزامن مع انتهاء عضوية كازاخستان الدولة الأكبر بآسيا الوسطى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن كازاخستان أقصى جهودها على مدار العامين الماضيين، تعزيز وضع المجلس باعتباره المنظم السياسي للأمن في العالم.
وأكد التقرير، أن موقف كازاخستان استند إلى تسوية الصراع السوري بالطرق السياسية والدبلوماسية، وحاز هذا الموقف على دعم الكثير من أعضاء مجلس الأمن الدولى.
وعبرت كافة أطراف النزاع السوري عن موافقتها على الحوار السياسي الذي اقترحته أستانا، أصبحت عملية أستانا "الساحة التفاوضية التي اقترحتها كازاخستان" هي أول منصة تفاوضية يجتمع عليها ممثلو السلطات السورية الرسمية وممثلو المعارضة وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
كما شارك في عملية أستانا ممثلو الأمم المتحدة والدول الضامنة وهي روسيا وتركيا وإيران، ولعبت الولايات المتحدة دور الدولة المراقبة.
وتشير الخارجية الكازاخية، في بيان لها، عن حصاد عضوية كازاخستان في مجلس الأمن، إلى أن سياسة كازاخستان وباعتبارها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي، وخلال رئاستها الدورية للمجلس في يناير 2018 عقدت جلسة خاصة حول موضوع عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وإجراءات الثقة.
وأصدر مجلس الأمن، خلال هذه الجلسة، قرارًا فريدًا احتوى على استراتيجية شاملة لتجنب الصراعات يجب أن تشتمل على الإنذار المبكر، والانتشار الوقائي، والوساطة، ودعم السلام، وعدم الانتشار، وإجراءات المساءلة وكذلك بناء السلام في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع.
واشتملت الوثيقة للمرة الأولى على المشاكل المتعلقة بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وهذا ما جعل القرار فريدا من نوعه، فضلًا عن ذلك كانت كازاخستان إحدى الدول المبادرة إلى تحويل منظمة الأمم المتحدة إلى هيكلة أكثر تتابعية، وتكاملا وفاعلية يمكنها استخدام آليات تجنب النزاعات والدبلوماسية الوقائية بشكل أكثر فاعلية وذلك من خلال التعاون مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية.
وكان إدخال الفقرة الأخيرة في قرار رئيس مجلس الأمن الدولي اعترافا من الأمم المتحدة بمدى التأثير على العمليات السياسية للتجمعات الإقليمية المختلفة بما في ذلك الدول النامية غير الأعضاء بمجموعة الـ 20.
ترى كازاخستان أن مجلس الأمن الدولي بصيغته الحالية لم يعد يعكس حقائق العالم؛ وذلك لأن الأعضاء الرئيسين بالمجلس لا يرغبون في الاعتراف بظهور مراكز قوى جديدة خلال العقدين الأخيرين. وهنا يدور الحديث في المقام الأول على التأثير المتنامي على الاقتصاد العالمي وسياسة القطاع النامي.
وتتمسك أستانا برأيها حول ضرورة زيادة عدد وتشكيل العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي مما يسمح بإدخال ممثلين لكافة مناطق العالم من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا.
كما تدعو كازاخستان إلى ضرورة القيام بعملية اصلاح شاملة تناقش موضوع حق الفيتو، والعلاقة المتبادلة بين الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وعلى سبيل المثال وخلافا لما تقوم به الولايات لمتحدة من حملات لكسب التأييد من أجل تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية وربما الحصول على موافقة للقيام بعملية عسكرية ضدها في المستقبل، اقترحت أستانا وضع خارطة طريق لإخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية، مع الإشارة إلى أنه على الدول النووية الكبرى تقديم ضمانات قوية لكوريا الشمالية.
كما حققت كازاخستان انجازا آخر يتمثل في تحقيق التوازن في الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وروسيا حول الأزمة السورية. حيث كان موقف كازاخستان في هذه القضية محايدا ولم تسمح لأي من الكتلتين العسكريتين المتصارعتين بأن ترفض موقفها. وبشكل عام فإن كازاخستان وباسم العالم النامي لم تدعم قرار الولايات المتحدة لخلق آلية جديدة للتحقيق في الهجمات الكيميائية في سوريا، كما امتنعت عن التصويت على القرار الروسي الذي يدعو إلى الوقف الفوري للعدوان على سوريا.