* إن لم تستحِ فافعل وقل وأعلن ما شئت، وتجاهل نظرات التعجب -بجبروت- فى عيون الناس الذين لم يصدقوا «تزييطك» وسط «الزايطين»! وأكمل مسيرتك وسط «كذابين الزفة» بزهو، مؤدياً دور الثورى الشريف الذى ناضل بالكلمة ودفع ثمن نضاله وبات ينتظر ثمناً لمواقفه! وانسَ تاريخك القديم وقد أكلت على كل الموائد «وطنى» و«إخوان» و«مجلس عسكرى»! وأكمل دورك فى خدمة من يحتاج لتزييطك بين الحين والآخر، فهذا دورك الذى يحتاجونه منك ومن أجله يبقون عليك. عن إعلاميين وسياسيين كُثر أتحدث.. أقول مين والا مين؟
* وإن لم تفهم وتدرك حجم الموقف المتأزم فى بلادك وما يحاك ضدها فى الخارج والداخل من تدابير لجعل انهيارها أمراً وشيكاً، وصورة متجددة لعراق أو ليبيا أو سوريا -إلا كذب الله ظنهم- فأكمل «عياطك» على ثورة لم تحفظ لها عهداً، ولم تفهم لها هدفاً، ولم تحسب لمطالبها ولم تقدر لها تقديراً. وكن من «العايطين» الباكين على شعاراتك وقل ما يحلو لك من كلام عن «ثورة مستمرة»، ودولة بوليسية -لا تعرف معناها- عائدة، وامنح بعض المرتزقة الفرصة ليقتاتوا على جسد الوطن. ولا داعى لأن ترهق نفسك فى الدفاع عن بلد يعيش له مخلصون فيعملون فى صمت، ولا يبغون منه مصلحة ولا منصباً، فلا يزيطون مع «الزايطين» ولا يبكون مع «العايطين».
* وإن كنت ببلاوياً وضعتك الأقدار فى طريق مصر لتترأس حكومتها فى لحظة فارقة من التاريخ فأضعت وقتك وخطوات الوطن، فى الحديث عن المعوقات والمستحيلات والمواءمات -وأبوك السقا مات- فلا نسمع لك صوتاً وقت الأزمات ولا تصدر بياناً يوحد الله بين البيانات، ولا تخبرنا برؤية سعادتك فيما هو آت، ولا تشرح لنا المنغصات والخطوات. فاعلم أن التاريخ لن يرحمك وأن مجدك أضعته حين تجاهلت دورك فى تمهيد تربة الوطن لمن سيأتى بعدك كى يعلى البناء. وأكمل نومك فى العسل وغادر عملك مبكراً ونمْ غير قرير العين، فلك يوم حساب إن لم يكن فى دنيا فهو آت فى الآخرة.
* وإن كنت إرهابياً داعماً لشرعية واهمة لا مكان لها إلا فى عقلك، فأقنعوك أن ارتداء حزام ناسف وتفجير المؤسسات وقتل الأبرياء جهاد. وأن إلقاء قنبلة على طريق تزرع فيه الخوف والرعب استشهاد. وأنك بفعلك هذا تنال رضا رب العباد. وأنك إن ألقى القبض عليك فإنك أسير فى دولة الكفر عليك الكذب والمراوغة، حتى يكتب الله لك النصر عليهم.. فاعلم أنهم لم يسلبوك عقلك وروحك فى الحياة فقط، ولكنهم سرقوا منك آخرتك أيضاً وأنك ستواجه الخالق القهار فرداً، وعليك إعداد ما ستقوله له عن فعلك وتبرر له عملك. اللهم رد كيد الكائدين عن بلادى وأهلى.
* وإن كنت من المتحذلقين العاشقين لتقعير الأمور للناس حتى يؤمنوا بك مثقفاً ويعلنوك واحداً من نخبتهم، فتقول لهم فى العلن ما تقول عكسه فى الخفاء، فلا تتمادى فى غيك واعلم أنه لا بد أن يأتى يوم لا ينفع فيه الصادقون سوى صدقهم. فاتق يوماً تلفظك الناس فيه ويحاسبك رب العباد على علم لم تنفع به بشراً.
* أما إن كنت من أصحاب الحلم فى وطنك، العاشقين للبناء الساعين للتغيير المجتهدين فى رفع المعاناة عن البشر حتى ولو بكلمة طيبة، المؤمنين بقدرة الوطن على تخطى الأزمات.. فأرجوك لا تيأس ولا تبتأس وابذر الأفكار، حيث سرت لا تعلم أين تنبت، فما علينا سوى السعى وترك إدراك النجاح للخالق. واعلم أن مقادير الله نافذة وأننا لا نغير قدراً ولكننا نسعى لتنفيذ مشيئة استخلافه لنا ومنحها حقها. فلا تتخاذل عن القيام بواجبك فى الحياة.