«مسجد وصيف»: هنا عاش سعد باشا وصفية هانم.. وعُقدت أولى جلسات التحضير للثورة
قرية «مسجد وصيف» شاهدة على الأحداث
على طريق يؤدى إلى الطريق الزراعى «القاهرة - الإسكندرية»، فى أحد جنبات مركز «زفتى»، التابع لمحافظة الغربية، تقع قرية «مسجد وصيف»، المعروفة بـ«عزبة سعد باشا»، التى كان سعد باشا زغلول يقضى فيها إجازاته وبصحبته «أم المصريين» صفية زغلول، وبها توجد السراى التاريخية، التى تشكل فيها «الوفد المصرى»، وهى تقع أيضاً على ضفاف نهر النيل «فرع دمياط»، من الجهة الغربية، ويقطنها الآن نحو 30 ألف نسمة.
كل بيوت القرية لا تتخطى حاجز الطوابق الثلاثة، بينما تنتشر على مداخلها ومخارجها فيلات ذات طراز رفيع، أشبه بـ«سرايات الباشاوات» فى عهد الاحتلال الإنجليزى. انتقلت «الوطن» إلى القرية للحديث عن أهلها والبحث عن أحفاد سعد باشا.
الشارع الرئيسى بالقرية اسمه «شارع سعد باشا»، ويبلغ طوله أكثر من 8 كيلومترات تمتد من مزلقان السكك الحديدية، الذى رفعت عليه لافتة مدون عليها عبارة «محطة سعد باشا زغلول... تحيا مصر»، ويعتبر حلقة الوصل الرئيسية بين محافظتى «الغربية والمنوفية»، حتى مسار الطريق المؤدى إلى فيلا الباشا الراحل، الذى يتغنى أهالى القرية حتى اليوم بنضاله السياسى والتاريخى.
«الحمد لله لنا الفخر أننا أحفاد عائلة سعد باشا زغلول ولنا الفخر أنه عاش على تراب قرية مسجد وصيف لأكثر من 12 سنة متوالية، برفقة زوجته صفية هانم».. بتلك الكلمات بدأ جمال زغلول، 65 عاماً، لواء شرطة سابق، حديثه، وقال إن الباشا الراحل نشأ وترعرع فى عزبة «مسجد وصيف» وكان يأتى إليها دائماً بصحبة زوجته، كما أنه عقد فيها أولى جلسات التحضير لثورة 1919.
وأعرب حفيد الباشا عن سعادته بتحويل بعض مبانى العائلة إلى مبانٍ تابعة للحكومة لخدمة أهالى القرية، مستشهداً باستمرار صلاحية محطة قطارات «سعد باشا» واستيعابها لأكثر من 10 آلاف شخص يومياً.. «لولا الباشا الراحل ماكانش هيبقى فيه محطة قطارات بنواحى قرى مركز زفتى».
وأضاف: «بعض أفراد العائلة من الورثة حاولوا هدم إحدى السرايات التى تقع على مساحة 5 أفدنة، أغلبها مساحة خضراء، لكنى تصديت لهم، وتعرضت على أثر ذلك لوعكة صحية كبيرة كادت أن تصل إلى أزمة قلبية»، مؤكداً: «كلنا نفتخر برمز الصمود الوطنى والنضال السياسى التاريخى فى شخص جدنا، الذى باع عمره من أجل خدمة الوطن والمطالبة بحقوق شعبه الكريم، فكيف نهدم ما تركه؟!».
وأشاد حفيد سعد باشا بما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى لبناء مصر بتنفيذ مشروعات عملاقة، مع السعى لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشارع، فضلاً عن مواجهة أخطار جماعة الإخوان الإرهابية، التى تهدد استقرار الدولة.
حفيد آخر لسعد باشا، هو الشاب محمد زغلول، 23 عاماً، خريج كلية التجارة، يقول إن شباب القرية بالكامل يفتخر بعائلة «زغلول» وتاريخ سعد باشا، مضيفاً أن «رائد العائلة الراحل، كان علماً للوطنية والانتماء والحفاظ على هوية مصر ومكانتها بين دول الشرق الأوسط، ومجابهة مخاطر الاحتلال الإنجليزى»، وتابع أن «شباب القرية نجحوا فى تشكيل لجان فرعية تقتدى بالرمز الوطنى الراحل، للمشاركة فى أعمال شعبية هدفها تجميل القرية وتزيينها بأعلام ورايات مصرية ورسم صور ولافتات تحمل فى كتابتها ونقشها جميع تعبيرات وجه سعد باشا، وزوجته صفية هانم».
وقال الشاب إنه عرف من مشايخ القرية الدور التاريخى لها، الذى تأصل فى تأسيس جبهة مواجهة أفكار الاحتلال الإنجليزى والبدء فى تأسيس أول جمهورية مستقلة سميت بـ«جمهورية زفتى»، مؤكداً أن تهديدات الاحتلال الإنجليزى لم تتمكن من الوصول إلى «مسجد وصيف»، لكن تلك المرحلة شهدت سلسلة من المفاوضات بين سعد باشا من جهة، وضباط الاحتلال من جهة أخرى، قبيل إعلان التشكيل الجديد لأعضاء مجلس الوزراء فى تلك الحقبة التاريخية.
فى المقابل، أشاد الحاج عبدالرحيم البليمى، 68 عاماً، من كبار مشايخ قرية «مسجد وصيف»، بحسن قرار مجلس الوزراء ووزارة الصحة بتحويل فيلا تابعة لـ«صفية زغلول» إلى وحدة صحية ومجمع خدمى لتقديم الرعاية والخدمات العلاجية الكاملة لجميع أبناء القرية والقرى المجاورة.
وطالب «البليمى» اللواء هشام السعيد، محافظ الغربية، باعتماد قرية «مسجد وصيف» كوحدة محلية مستقلة بذاتها، وتوفير جميع الخدمات التى تفتقدها، بالإضافة إلى رصف الطرق وإنارتها وتحسين شبكات الصرف الصحى والمياه لضمان تحسين الخدمة المقدمة للأهالى.
وتقع محطة سعد باشا زغلول على مساحة شاسعة وسط الأراضى الزراعية، تبلغ 3 أفدنة، بها خط أحادى يصل بين مدن «زفتى - ميت غمر - الزقازيق»، وقد تم إنشاؤها فى أول عام 1910، لتشهد كل مراحل نضال سعد باشا ورفاقه ضد الإنجليز.