«يحيى» صائد إرهابيى «جبل الحلال».. و«الشهادة» نهاية خدمة «عمر»
صلاة الجنازة على جثمان أحد الشهداء
من أقصى الأرض إلى أدناها، شهداء فى كل مكان، هم أعز وأشرف ما تمتلكه مصر، ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم ولحماية مواطنيها، منهم من ترك وراءه أطفالاً صغاراً، أو زوجات أرامل، وأمهات ثكلى، ومنهم من نال الشهادة قبل أن يبدأ حياته الأسرية، ضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والفداء، ما زالت مواقفهم وأقوالهم ماثلة فى نفوس كل من كانوا يحيطون بهم.. «الوطن» طافت محافظات مصر، التقت عدداً من أسر الشهداء، فى محاولة لتكريمهم وإحياء ذكراهم فى «يوم الشهيد».
«أبوالنجا» ارتقى شهيداً أثناء تفكيك عبوة
أحد هؤلاء الشهداء هو المقدم أحمد محمود أحمد أبوالنجا، ابن قرية «ميت على»، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، الذى استشهد فى نوفمبر 2016، عن عمر يناهز 38 عاماً، أثناء تفكيك إحدى العبوات الناسفة التى زرعتها مجموعة إرهابية على الطريق بين العريش والشيخ زويد بشمال سيناء، جميع أهله وأصدقائه ما زالوا يذكرونه لما ترك فى نفوسهم من أثر طيب، حيث كان يتميز بطول قامته، وبراعته فى ممارسة رياضة كرة السلة، وتخرج من الكلية الفنية العسكرية «الدفعة 41». وما زال أفراد أسرة وأصدقاء «أبوالنجا» يحتفظون ببعض رسائله الأخيرة قبل استشهاده، التى جاء فى إحداها: «من العبد الفقير أحمد أبوالنجا، إلى كل من يعرفنى وتعاملت معه، أن يسامحنى فى أى شىء، سواء عن قصد أو دون قصد، فالموت مقبل ومش عارف ميعادى إمتى».
والد الشهيد «شويقة»: «لو هقدم باقى أولادى فدا مصر مش خسارة».. و«عبدالعزيز»: ابنى نال الشهادة قبل نهاية خدمته بـ 12 يوماً
«شويقة» مجند الصاعقة يحتضن الإرهابى
«محمد أيمن شويقة»، ابن محافظة دمياط، نموذج فريد للتضحية والفداء، لم يتردد لحظة واحدة فى التضحية بنفسه فداءً لوطنه ولزملائه، كان مجنداً بالفرقة «103 صاعقة»، فوجئ بأحد الإرهابيين فى طريقه لمهاجمة الكتيبة، فأسرع باحتضانه لينفجر الحزام الناسف فيهما، ويفتدى كتيبته من الهجوم، ليصبح بعد استشهاده «أيقونة» لشباب بلده وزملائه، وتم تشييع جثمانه فى جنازة عسكرية مهيبة فى مسقط رأسه بقرية «الإبراهيمية»، التابعة لمركز كفر سعد، تقديراً لتضحياته. «لو هقدم باقى أولادى فداءً لمصر مش خسارة فيها، ولو ينفع أنا كمان أخدم مصر روحى فداها»، كلمات قالها والد الشهيد لـ«الوطن»، تعبيراً عن حزنه لفقدان فلذة كبده، وأضاف: «دائماً كنت باربيهم على الوطنية والانتماء»، مشيراً إلى أن ابنه «محمد» شارك فى عملية «حق الشهيد»، لمدة 17 يوماً، بعد حصوله على دورة تدريبية بمدرسة الصاعقة، فى إنشاص بمحافظة الشرقية، وكانت تتبقى له سنة واحدة لإنهاء الخدمة، وكانت الأسرة تستعد للاحتفال بخطوبته.
المجند «سعفان» كان شايف مكانه فى الجنة
«أنتم ستصبحون إخوة الشهيد»، جملة كان يحرص «محمد إبراهيم سعفان»، ابن قرية «منشأة الخزان»، التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، على ترديدها أمام أشقائه لتهدئة مخاوفهم إزاء خدمته بأحد التمركزات الأمنية فى شمال سيناء، وقبل 3 شهور فقط من نهاية خدمته بالقوات المسلحة، ودع أهله قائلاً: «دى آخر مرة أشوفكم فيها»، وبالفعل تحققت نبوءته، ليلقى ربه متأثراً بإصابته فى تفجير إرهابى، استهدف الكمين الذى يخدم به، بينما كانت أسرته تستعد لإتمام إجراءات خطوبته بعد أيام من استشهاده.
«ياسر» عريس فى الجنة
الشهيد «ياسر رجب كامل هاشم»، ابن قرية «كوم أبوشيل»، التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، استشهد فى إحدى العمليات العسكرية لملاحقة العناصر التكفيرية فى شمال سيناء، فى شهر أكتوبر الماضى، وكشفت والدته عن أنه تنبأ باستشهاده عندما ودّع أسرته قبل أيام، بقوله: «أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه»، كما ذكر شقيقه أن آخر ما كتبه «ياسر» على صفحته بموقع «فيس بوك»: «نحن قوم قد حسمنا أمرنا، إنا فوق الأرض أعزاء، أو تحت التراب شهداء».
«فارس الشيخ زويد» تقدم بطلب للخدمة علشان يرجّع حق زميله
الشهيد النقيب «محمود صلاح فارس»، ابن منطقة «القلج» بمركز الخانكة فى محافظة القليوبية، المُلقب بـ«فارس الشيخ زويد»، تخرج من الكلية الحربية «الدفعة 106»، قال عنه أحد زملائه: «فارس كان مختلفاً، بدأ يسأل ويجمع معلومات، عشان يبدأ الثأر لزملائه»، مشيراً إلى أنه تحدث لوالدة زميله النقيب «أحمد راضى»، الذى استشهد فى شمال سيناء، قائلاً: «أنا طلبت نقلى فى المكان اللى استشهد فيه، والله يا أمى لأجيب حق راضى»، ولكن «فارس» استشهد فى إحدى العمليات ضد العناصر التكفيرية بالشيخ زويد، يوم 16 أكتوبر 2016، بعد أيام قليلة من زواجه فى 23 سبتمبر السابق.
العقيد يحيى حسن «صائد التكفيريين»
«صائد التكفيريين»، لقب احتفظ به الشهيد عقيد أركان حرب «يحيى حسن»، ابن محافظة بنى سويف، أثناء عمله فى تطهير «جبل الحلال» من العناصر الإرهابية، شقيقته الدكتورة «فاطمة حسن» قالت لـ«الوطن»: «لم نكن نعرف بطولات الشهيد أو ألقابه التى حصل عليها من أهل سيناء وزملائه، إلا بعد استشهاده»، مشيرةً إلى أن العناصر الإرهابية كانت قد رصدت مكافأة مالية كبيرة لاغتياله، وأضافت: «يحيى تمنى الشهادة كثيراً، وكانت أكثر كلماته لنا: ادعوا لى بالشهادة، لأنها شرف وكرم من عند الله»، حتى نالها أثناء مداهمة أحد الأوكار الإرهابية فجر يوم 23 مارس 2017.
«حامد» يلحق بزميله بعد ساعات
«البقاء لله فى شهيد البلد، إحنا المفروض نزعل عليه ونفرح له، بس فى كلمة بنقولها دايماً: حق رجالتنا مابيضيعش وهنجيبه»، جملة كتبها الشهيد الملازم أول «حامد محمد عياد»، ابن عزبة «حطيبة»، التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، لينعى بها أحد أبناء البلدة، وهو الشهيد «محمد رضا الشناوى»، ليلحق به بعد ساعات، فى إحدى العمليات بشمال سيناء، يوم 6 مارس 2016، بعد شهور قليلة من تخرجه من الكلية الحربية، ورغم أنه ينتمى لعائلة معظم أبنائها ضباط فى الجيش والشرطة، عرضوا عليه نقله من سيناء، إلا أنه رفض عروضهم، ورد عليهم بأن «سيناء بلد الأبطال».
«عمر» تصدى لإرهابيى «كرم القواديس»
«عمر عدلى محمد مصطفى»، ابن قرية «بنى عمار»، التابعة لمركز مطاى بشمال محافظة المنيا، كان يتبقى له 45 يوماً فقط لإنهاء خدمته العسكرية، عندما استشهد يوم 24 أكتوبر 2014، عن عمر 22 سنة، فى هجوم إرهابى على كمين «كرم القواديس» بشمال سيناء، قال عنه شقيقه: «عمر كان من الشخصيات التى لا تحب الحديث كثيراً، كان يرى أن الخدمة فى القوات المسلحة رسالة وطنية، وشرف كبير لكل من يعيش على تراب هذا البلد»، وقبل ساعات من استشهاده وضع صورة على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، كتب عليها كلمة واحدة «حداد».
«فؤاد» ضحى بنفسه
نموذج آخر لشهداء الوطن، قدمه النقيب طيار «محمود فؤاد»، ابن مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، وخريج «الدفعة 74 جوية»، عندما قرر التضحية بنفسه للحفاظ على أرواح المواطنين بمدينة فايد، فى محافظة الإسماعيلية، وحاول الوصول بطائرته إلى أبعد مكان عن المنطقة السكنية، حيث انفجرت الطائرة وهو على متنها، فى 28 يناير 2016.
«محمد» حافظ القرآن
والد الشهيد المجند «محمد عبدالعزيز محمد»، ابن قرية «السلطان خضر»، التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، أكد لـ«الوطن» أن ابنه، الذى استشهد فى أحد التفجيرات الإرهابية بشمال سيناء، كان حافظاً للقرآن الكريم، وتخرج من كلية الشريعة والقانون بتقدير جيد جداً، وكان يتبقى له 12 يوماً فقط على نهاية فترة خدمته بالقوات المسلحة، إلا أنه نال الشهادة واسترد الخالق وديعته.